آل العود
من الأسر الإسلاميّة الدرزية البيروتيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة المتفرعة من عشائر الزيدية المتوطنة في سفوح جبل عيبان في بلاد اليمن غربي مدينة صنعاء في محيط قصر دغمان. ونظرًا للأوضاع السياسية والعسكرية والاجتماعية، فقد هاجرت قبيلة العود إلى المناطق العراقية مع قبائل أخرى ترتبط بها بأصول وجذور واحدة هي قبائل آل بركة، آل غزال، آل محمود، آل رجب، وآل بو خزام، وجميع هذه العائلات اعتنقت المذهب الدرزي.
وممّا يلاحظ بأنّ فرعًا من قبيلة العود غادر العراق في القرن العاشر الميلادي إلى بلاد الشام، لا سيّما إلى جبل لبنان، حيث تعاونت القبيلة مع أمراء وقادة المنطقة، لا سيّما مع المماليك، ومن ثمّ مع الأمراء المعنيين، فتوطنت في الجبل، وفي وادي التيم لا سيّما في قرية الكنيسة. وبسبب بعض التطورات العسكرية في المنطقة، غادر آل العود إلى منطقة دير قوبل، وفي عام 1711 م نزلوا إلى ساحل بيروت واستقروا في منطقة شوران، بزعامة أحد وجهائهم الشيخ علي العود يرافقه أولاده السادة: محمود، حسن، حسين، وامين العود. وكانوا مع أفراد آل العود حراسًا وحماة للثغور البيروتيّة.
برز من آل العود منذ العهد العثماني إلى التاريخ المعاصر الكثير من وجهائهم وقادتهم ومشايخهم، منهم على سبيل المثال السادة: إبراهيم، شريف، رامح، مصطفى، أحمد، أنيس، حمود، مجيب، خضر، فوزي، جميل، خليل، سليم، أمين. وقد برز السيّد ديب العود في التاريخ المعاصر، كأحد الشخصيات الدرزية البيروتيّة التي أسهمت في الدغاع عن الأوقاف الدرزية ضد تعديات ورثة القنصل سيور، متعاونًا بذلك مع عارف بك النكدي.
كما برز من الأسرة السيّد نجيب العود الذي وقف في الحرب العالمية الأولى مدافعًا عن العائلات الدرزية سواء في بيروت أو في المناطق التي شهدت حروبًا مثل فلسطين، فقد حرص على السفر إلى عكا في ظل أخطار الحرب، ونقل العائلات الدرزية الفلسطينية إلى بيروت، واستقبلها في دارته وفي منازل أقاربه.
وبرز من بين أبناء السيّد نجيب العود السيّد علي العود الذي اشتهر بالجرأة والشجاعة والفروسية والوطنية، فضلًا عن تلقيه التعليم منذ عام 1910 في الجامعة الأميركية. برز من بعده أولاده السادة: أنور، حافظ، اكرم، ونجيب. وقد تولّى اكرم العود منصب مختار محلة عين المريسة، وله خدمات إجتماعية وإنسانية جليلة لجميع أبناء المنطقة دون تمييز بين طوائفهم ومذاهبهم وبرز من الأسرة السيّد فؤاد ديب العود أحد كبار موظفي مجلس الخدمة المدنية، عضو الجمعية الخيرية الدرزية في بيروت المحروسة.
عرف من أسرة العود العديد ممّن تولوا مناصب إدارية واقتصادية واجتماعية واختيارية، منهم على سبيل المثال السادة: أكرم، توفيق، جميل، حافظ، حسين، خضر، ديب، سامي، سليم، عصام، عفيف، فؤاد، مجيد، محمد، مليح، ناجي، نجيب، وفيق، وليد العود وسواهم، كما برزت الإعلامية السيّدة وفاء العود.
وبالرغم من أنّ أسرة العود أسرة درزية بيروتية معروفة، غير أنّني لاحظت وجود فرع مسيحي قليل العدد من آل العود، عرف منهم السادة: أمين، أندره، روفايل وسواهم.
والعود لغةً تعني عند العرب عدة معانٍ منها: الرجل النحيل الصلب كالعود، كما تعني عود الكبريت ومنه عيدان، ومنها الرجل الجريء الذي لا يسكت على الظلم، كما تعني الغصن عند قطعه، فضلًا من أنّ العود أحد ىلات العزف، كما أنّ العود عند العرب نبات له رائحة زكية يستخرج منه عطورٌ ذات رائحة طيبة، وهو عطرٌ سائد إلى اليوم في مناطق الخليج العربي يعرف باسم "عطر العود". غير أنّه من المرجّح أنّ لقب آل العود إنّما أعطي لأحد أجدادهم بسبب صلابته وقوته وجرأته. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مصادر الأنساب العربيّة تكتب العَود بفتح العين وليس بضمها. ولا بدّ من الإشارة إلى قبيلة العود وفروع قبائل العواد هي من القبائل العربيّة التي انتشرت في الكورة في عجلون والكرك والبلقاء وجرش وسوريا والعراق والحجاز وسواها.