آل جباوي
من الأُسر الإسلاميّة البيروتيّة والشاميّة والعربيّة، تعود بنسبها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والاندلسي، وهي من الأسر المنسوبة إلى البيت النبوي الشريف، التي انتشرت في سوريا ولبنان والأردن ومصر وتركيا ومكة المكّرمة وطرابلس الغرب وتونس وقابس والبصرة وسواها من مناطق وولايات عربية.
ويشير «معجم قبائل العرب» إلى أن جذور قبيلة الجباوي تعود إلى عشائر حوران، وأن عدد قرى هذه العشائر ثمانٍ.
وأسرة الجباوي تعود بنسبها إلى جدها الأعلى السيد القطب الشهير الشيخ سعد الدين الجباوي «رضي الله عنه»، المتوفي عام ــ 575هـ ــ، دفين رواقه الشهير في منطقة جبا في الشام، ويقال له أيضاً: الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني نسبة إلى جده الشريف عبد الله المغربي القادم من طرابلس الغرب إلى مكة المكّرمة، والذي كان نزيلاً ومتزوجاً من إبنى السيد أحمد فيض الله الحجبي الشيبي الذي بيده مفاتيح الكعبة المشرّفة، فنسب أولاده إلى أسرة الشيبي، أسرة آل الشيبي الذين قال الرسول الكريم «صلى الله عليه وسلم» لجدهم عثمان بن طلحة: "خذوها يا بني طلحة بأمانة الله «سبحانه» واعملوا فيها بالمعروف خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم".
يتجاوز عدد أفراد أسرة الشيبي 350 فرداً، أغلبهم يعيش في مكة وقليل في المدينة، وجميع حملة مفاتيح الكعبة الموجودين في هذا العصر من آل الشيبي، هم من أبناء محمد بن زين العابدين، وينقسمون إلى أبناء الشيخ عبد القادر بن علي وهم عائلة عبد الله، وحسن آل الشيبي، وأبناء عبد الرحمن بن عبد الله الشيبي.
وفي الوقت الذي يغبط فيه أفراد هذه الأسرة على هذا الشرف العظيم، فإنهم لا يعتقدون أن مهامهم في خدمة البيت الحرام تقف عند ذلك كله، بل هو ما يجب أن يتوافق مع كون هذه العائلة تحمل شرفاً لا يعلوه شرفٌ فقد اختصّها الله بحمل مفتاح الكعبة المشرّفة إلى يوم القيامة".
ولا بد من الإشارة إلى أن السيد سعد الدين الجباوي ــ توفي 621هـ / 1221م ــ هو متصوف مشهور من قرية جبا بمشارف الشام أسّس الطريقة الجباوية أو السعدية، أخذها عن شيخه أبي مدين، وقد انتشرت في دمشق وضواحيها ، كما انتشرت في بيروت في العهدين المملوكي والعثماني.
والملاحظ أن الشيخ الدكتور كمال الحوت قد أشار في «جامع الدرر البهية صفحة 63/79/83». إلى أن فروع آل الجباوي هي أسرة السعدي وأسرة سعد الدين.
ومما يلاحظ أيضاً بأن قضاة الشرع والمسؤولين عن الاوقاف الإسلاميّة في بيروت وبلاد الشام، يؤكدون على أنواع الأوقاف الإسلاميّة، فيشيرون إلى أوقاف: الجلاليّة، والبكداشيّة، والكيلانيّة، وزين العابدين... وجميع أوقاف الأنبياء العظام عليهم الصلاة والسلام، وسيدنا سعد الدين الجباوي والسيد ركن الدين، مما يدل على أهمية هذا العالِم الجليل، وأهمية طريقته الجباوية أو السعدية التي انتشرت في بلاد الشام ومن بينها بيروت، وكان لها زاوية دينيّة يجتمع فيها أتباع الطريقة لممارسة شعائرهم وأناشيدهم الدينيّة.
هذان وقد عرفت بيروت المحروسة منذ العهد العثماني وأوائل عهد الإنتداب الفرنسي توطن أسرة الجباوي، منهم على سبيل المثال السادة: أحمد حسين، أحمد مهدي، حسن علي، الأستاذ خالد الجباوي أحد المسؤولين الإداريين والتربويين في جمعية المقاصد الإسلاميّة في بيروت، عدنان علي، سعد الدين، الطبيب الدكتور محمد علي، نايف علي، يوسف حسين جباوي وسواهم.
وما تزال الأسرة في بيروت من الأسر القليلة العدد.
وجباوي لغة واصطلاحاً من «جبا» إحدى مناطق وضواحي دمشق في الشام، لُقِّب «جباوي» أو «جيباوي» من كان أصله منها.
وجبا لغة من «جبّ» أي: قطع الشيء، كما أن الجُب تعني البئر والحفرة العميقة، كما أن الجَب تعني الرجل الغالب.
وجاء في القرآن الكريم في سورة يوسف.....قالَ قائِلٌ مِنهُم لا تَقتُلوا يوسُفَ وَأَلقوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلينَ.