آل جبري
من الأُسر الإسلاميّة الدمشقيّة والبيروتيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات فارس والعراق ومصر وبلاد الشام، وقد برز منها عبر التاريخ الكثير من العلماء والفقهاء، ومن بين هؤلاء المحدث جبر وإبنه المحدّث روح بن عصام بن يزيد الأصبهاني الجبري، وكان والده جبر مصباحاً للمحدّث الفقيه سفيان الثوري.
من جهة ثانية، فإن بعض مصادر الأنساب مثل «أسماء القبائل وأنسابها» وسواها يربطون بين أسرة جبر وجبري، ويعتبرون أن الأسرتين من جذور عربيّة واحدة. وبالرغم من ذلك، فإن الأسرة قامت بدور عسكري وسياسي بارز في العهد العثماني، وقد أشار الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغُرر الحِسَان» في إطار حديثه عن تطورات عام 1776م إلى القائد العسكري يوسف آغا جبري كأخيه عثمان باشا. كما كان رسولاً لعثمان باشا إلى الأمير يوسف الشهابي عام 17701م إلى جبيل، ومن المعروف أن يوسف آغا جبري كان آغا الانكشاريّة، وقد قام عثمان باشا الصادق بقتله ونهب أمواله عام 1770م، وعيِّن مكانه عثمان آغا شبيب.
هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة، في القرن العشرين توطن بعض أفراد أسرة جبري الذين انتقلوا من دمشق إلى بيروت، وقد عُرف من الأسرة حديثاً الشيخ عبد الناصر عبد الله جبري نائب رئيس جبهة العمل الإسلامي، مواليد بيروت 1958م، رئيس مجلس أمناء كلية الشريعة والدرسات الإسلاميّة في منطقة بئر حسن، ترشح عن الإنتخابات النيابيّة عن بيروت 2009م ولم يوفق.
كما عُرف من الأسرة الأستاذان المربيان نديم ووفيق جبري، والسادة: إبراهيم عثمان، أحمد راغب صفوان، خلدون إبراهيم، رفعت محمد، عبد الرزّاق وجيه، عبد القادر، عبد اللطيف، عمان الدين صفوان، محمد عبداللطيف، موفق عبدالعزيز، وليد وفيق جبري.
وجبري لغة واصطلاحاً من جبر أحد أجداد الأسرة منذ العهدين الأموي والعباسي، كما أنها تأتي بمعاني كثيرة، منها: جبر الفقراء، أي: ساعدهم، جبر العظم، أي رحمه وأصلحه، وحبري هو: واهب الخير، كما أن جبري هو الذي يعوّض على الناس ويجبر خاطرهم، كما أن الجبري هو الشخص القوي الذي يُجبر الآخر على أمر ما، وسادت في العهود الإسلاميّة فرقة من الفرق الدينيّة تُعرف باسم «الجبرية» وهي على غير عقيدة «القدريّة».