آل كريدية
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى قبائل الكريد أو الكريديين الذين توطنوا في شبه الجزيرة العربية، ومن ثم العراق وبلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة. وهي من القبائل العربية السامية العائدة في أصولها إلى قبائل النعيم العدنانية. كما أن البعض يردها إلى قبائل الكريديت الفينيقية السامية العربية، وأن جزيرة كريد (كريت) نفسها نسبت إلى هذه القبائل منذ أن تمت السيطرة عليها زمن الفينيقيين. (إبراهيم عبد الكريم كريدية: أبو عفيف كريدية رمز وذاكرة بيروت 1889-1971 ص 110-114، أنظر أيضاً وصفي زكريا: عشائر الشام، ص 397).
أسهمت هذه القبائل في الفتوحات العربية في بلاد الشام، وقد أعطيت أكثر من مدينة ومنطقة اسم قبيلة الكريد، حيث أطلق على منطقة في حلب اسم كريدية، وعلى منطقة في العراق اسم كريد، وعلى منطقة في المتن في جبل لبنان اسم كريد. كما أطلق اسم كريد وكريدية على أكثر من قبيلة في العراق وبلاد الشام، علماً أن منطقة كريد من المناطق المهمة في الجبل الأسود (جمهورية مونت نغرو اليوم) وقد أسهمت قبيلة كريدية في الدفاع عن بلاد الشام طيلة قرون، لا سيما في عهد القائد خالد بن الوليد، وفي عهد القائد صلاح الدين الأيوبي، وطيلة العهد العثماني.
برز من أسرة كريدية في العهد العثماني الأمير آلاي حرب سعد الدين آغا عبد الحميد كريدية. كما برز سعد الدين آغا كريدية (1797-1876) أحد وجهاء بيروت البارزين، وأحد كبار ملاكها وتجارها. لهذا عرف باسم «بازار باشي» أي «عميد التجار» وكان من أوائل المطالبين بإنشاء بلدية لبيروت المحروسة.
كما برز نجله سليم آغا كريدية (1848-1935) أحد الوجوه الاجتماعية والاقتصادية مؤسس مسرح وتياترو الكريستال عام 1879 ومسرح زهرة سوريا، ومنتدى المجد الثقافي وسواها، وذلك منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
كما برز نجله محمد سليم كريدية (أبو عفيف) (1889-1971) أحد رجالات بيروت المحروسة البارزين، وأحد رجالات الفتوة والرجولة والزعامة الشعبية. من مواليد منطقة المصيطبة وأحد رموزها المشهورين. لقب باسم ابن بيروت، وشيخ القبضايات، وشيخ الشباب، وابن الآغا وسواها من ألقاب شعبية، وذلك نظراً لخدماته الشعبية والإنسانية والاجتماعية.
كان لأبي عفيف كريدية علاقات طيبة مع الرؤساء: رياض الصلح، حسين العويني، سامي الصلح، صائب سلام، عبد الله اليافي وسواهم، والرؤساء: بشاره الخوري، كميل شمعون، فؤاد شهاب، شارل حلو، سليمان فرنجية، والعديد من رؤساء المجلس النيابي والوزراء والنواب، وبعض الملوك والرؤساء والأمراء العرب. وكان له علاقات وطيدة مع عدد من مفتي الجمهورية اللبنانية ومع البطاركة الموارنة ورجال الدين من مختلف الطوائف والمذاهب.
كما برز من أسرة كريدية أشقاء أبو عفيف كريدية السادة: أحمد سليم كريدية، إبراهيم سليم كريدية، عبد القادر سليم كريدية، محمود سليم كريدية. كما عرف أولاد أبو عفيف كريدية السادة: عفيف محمد كريدية، زكريا المعروف باسم (الباش)، عبد الكريم، رياض، عدنان، سامي كريدية.
هذا، وقد عرف عبد الكريم كريدية بأنه صاحب صحيفة «الجهاد» السياسية، كما عرف عبد الحفيظ كريدية بلقب المناضل، وعرف زكريا باسم «الباش». كما عرف من الأسرة الحاج إبراهيم كريدية، والسيد صادق كريدية وسواهم، وقد برز كذلك من الأسرة الدكتور محمد علي كريدية طبيب الأسنان المتوفى في 16/4/2011 والده المرحوم الدكتور فؤاد كريدية، أشقاؤه د. حسان، د. سام، د. سامر.
وبشكل عام، فقد برزت أسرة كريدية في مختلف معارك النضال الوطني والقومي، لا سيما ثورة عام 1958. ومهما يكن من أمر، فقد شهدت الأسرة جيل جديد من المثقفين عرف منهم: رجل الأعمال المهندس سمير كريدية (رئيس الجالية اللبنانية في المملكة العربية السعودية)، وقد عكف منذ سنوات على توطيد العلاقات بين المملكة العربية السعودية ولبنان، كما تميز بالتقديمات الإنسانية والخيرية والاجتماعية للبنانيين لا سيما إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان صيف عام 2006، والطبيب الدكتور محمود كريدية صاحب مستشفى المركز الطبي للجهاز العصبي في بيروت، ورئيس جمعية آل كريدية، والدكتور زياد عبد الكريم كريدية وشقيقه المهندس طارق وطلال كريدية نائب رئيس جمعية آل كريدية، والطبيب الدكتور إبراهيم بهيج كريدية، والدكتور الصيدلي فؤاد كريدية (المتوفى في 29/11/2007) والطبيب الدكتور محمد كريدية، والطبيب الدكتور محيي الدين كريدية، والطبيب الدكتور غسان كريدية. كما برز من الأسرة الأديب والصحافي مروان كريدية نقيب الصحافيين العرب في الولايات المتحدة الأميركية، والعميد المتقاعد في قوى الأمن الداخلي أحمد كريدية، والعميد في الأمن العام كمال كريدية، وسفير لبنان السابق السفير المتقاعد أحمد يوسف كريدية، والمؤرخ الدكتور إبراهيم عبد الكريم كريدية، ورجل الأعمال الشيخ حسن سعد الدين كريدية، والأستاذة الجامعية في كندا الدكتورة رباب كريدية، والأديبة وفاء كريدية، وسيدة الأعمال السيدة عفت كريدية، والناشطة الاجتماعية السيدة هيام عفيف كريدية رئيسة جمعية «نافذة على البيئة» ومقررة سابقة لجنة البيئة في اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، والمهندس سماح كريدية والسيد محيي الدين كريدية وأولاده مؤسس «دار النهضة العربية» في بيروت للنشر والطباعة، المرحوم مصطفى كريدية، وكريماته: السيدة لينا كريدية والسيدة نسرين كريدية، والسيدة شيرين كريدية، وعرف شقيقه السيد حسان كريدية، وشقيقه المهندس سليم كريدية وسواهم. كما ارتبطت بيروت لعقود عديدة بالحلويات الشرقية، ومن بينها حلويات كريدية (عبد الرحمن).
كما عرف من أسرة كريدية السادة: إبراهيم، إسماعيل، بسام، بهيج، حسن، خالد، خليل، رمضان، رياض، زكريا، زياد، سامي، سعد الدين، سليم، سهيل، شريف، شفيق، صلاح الدين، طارق، طلال، عبد الحفيظ، عبد الرحمن، عبد الكريم، عبد الله، عدنان، عفيف، علي، عماد، عمار، غازي، غسان، فادي، فؤاد، فوزي، كمال، محمد، محمود، محيي الدين، المطرب الراحل مصطفى، منير، ناظم، هشام، هيثم، وليد، يوسف كريدية وسواهم.
ملاحظة من مؤرخ بيروت الكبير الدكتور حسّان حلاّق:
نشر مؤخراً بصحة وعناية أحد أفراد آل كريدية كتاب عن ما اعتبره مؤلفه «العائلات السبع من بيروت» خلافاً للتاريخ والوقائع التاريخية، تتضمن معلومات ومغالطات للتاريخ والوثائق التاريخية. وقد أورد فيه المؤلف اسم سبع عائلات هي الآن بيروتية، بينما لم تكن كذلك في العهد المملوكي، فقد كان بعضها من أصول مغربية أو شامية أو «كريدية»، في حين أن ثلاث عائلات منها إنما هي في الأصل عائلة واحدة وهي عائلات: عيتاني، بيهم والحص، وهي في أصولها من أسرة عيتاني. ثم زدخل المؤلف اسم عائلة رابعة لم تأتِ الى بيروت وتتوطن فيها إلا في القرن التاسع عشر يوم أن كان سور بيروت وأبوابه في طريقها إلى الانهيار، وأشار المؤلف الى بقية الأسر السبع لا لشيء إلا ليذكر من بينها اسم أسرة كريدية على انها من العائلات السبع، في حين اني لم أعثر على وثيقة أصلية أو غير مزوّرة تتضمن أية إشارة الى العائلات السبع، لان الاعتراف بخرافة العائلات السبع إنما هي تمسّ بكرامات عدّة آلاف من الأسر البيروتية الكريمة.. فما سر قصة الأبواب السبعة والعائلات السبع؟
*الأبواب السبعة والعائلات السبع
إن غالبية العائلات البيروتية من العائلات المنسوبة ذات الأصول العربية العريقة، بل إن بعضها ينسب للنسب المحمدي الشريف ولآل البيت، وبعضهم من أحفاد العلماء والأئمة الكبار مثل الإمام الأوزاعي وسواه.
وقد أنتشر في بيروت مقولة راسخة في أذهان البيارتة ينبغي توضيحها، وهي أن بعض العائلات البيروتية هي من العائلات السبع، بمعنى أنها عائلة كريمة منسوبة تتميز عن سواها بالنسب والكيان، وبمعنى ذلك أنه لا يوجد في بيروت عائلات مميزة سوى سبع عائلات وما عداها فأقل درجة. وهذا خطأ فادح وخطير. لذا فتوضيح هذا الأمر بات ضرورياً.
فمن المعروف أن البيارتة يكرمون الرقم (7) لوروده كثيراً في القرآن الكريم، لذا اختاروا سبعة أبواب لمدينتهم تفاؤلاً بهذا الرقم. وكان والي بيروت حريصاً على اختيار سبعة أفراد من وجهاء العائلات البيروتية ليسلمها زمام الأبواب السبعة من حراسة وحماية وإنارة. وكان في كل عام يسلّم هذه الأبواب لأفراد جدد من عائلات أخرى. وكان في بعض الأحيان يجدد سنة ثانية أو ثالثة لأحد الوجهاء الذين أثبتوا مقدرة عالية في حماية أحد أبواب بيروت. ومن خلال هذا التقليد نشأ عند البيارتة مقولة «العائلات السبع» وإن هذه العائلة أو تلك من ضمن هذه العائلات. ولو أخذنا بهذه المقولة لمعنى احتقار آلاف العائلات البيروتية وهنا مخالف للواقع وللحقيقة، فالعائلات البيروتية جميعها عائلات كريمة وأصيلة. لهذا أقتضى توضيح هذا التقليد التاريخي لأهميته الإجتماعية في بيروت المحروسة.
الصورة سنة 1948، الزعيم الشعبي أبو عفيف كريدية مع الشيخ خليل الخوري نجل الرئيس بشارة الخوري
ويظهر في الصورة السيد جورج حيمري ونجل أبو عفيف "الباش" زكريا كريدية.