آل محيو
(محيو الغلاييني) في لبنان.. والمحيو الشامي في سوريا
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، علماً أن بعض المصادر ترد جذور الأسرة إلى العناصر التركية أو الكردية، لأن سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر أوضحت بأن أسرة محيو هي في الوقت نفسه أسرة محيو الغلاييني، وأسرة الترك الغلاييني. وأشار السجل 1259هـ إلى السادة: خليل محيو، وسعد الدين بن خليل محيو الغلاييني، ومحمد بن عبد القادر محيو، ومصطفى محيو، والحاج عبد الله الترك الغلاييني وسواهم.
ويستفاد من وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، واستناداً إلى المصطلحات العثمانية، بأن بعض آل محيو كانوا من المشتغلين بنوع من أنواع السفن العثمانية المعروف باسم «الغليون» فأطلق على هذا الفرع: محيو الغلاييني، كما أن فرعاً من آل الترك اشتغل بالمهنة ذاتها فعرف باسم: الترك الغلاييني، وبما أن البيارتة ميزوا بين العائلات بواسطة الألقاب أو المهن أو المناطق، لهذا عرف آل محيو باسم محيو، ومحيو الغلاييني، في حين عرف آل الترك باسم الترك، والترك الغلاييني وهكذا...
ومهما يكن من أمر، فإن آل محيو من الأسر الإسلامية البيروتية البارزة، التي توطنت منذ قرون عديدة في بلاد الشام، كما توطنت في باطن بيروت المحروسة في العهد العثماني، وكانت تعرف باسم آل محيه أي نسبة إلى السيد محيي الدين جدها الأول، وبما أن اللهجة البيروتية اختلطت مع اللغة العثمانية وهي اللغة التي تُنهي بعض المصطلحات والكلمات بالواو مثل: سعادتلو، فتوتلو، حضرتلو، فقد تحول اسم محيه إلى محيو، واسم سنه إلى سنو، واسم دبيبه إلى دبيبو، واسم شباره إلى شبارو. واسم كنيعه إلى كنيعو وهكذا.
وقد أشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة، لا سيما السجل (1263-1265هـ) ص (139) إلى السيد عبد الرحمن ابن المرحوم الشيخ سعيد محيه، مما يؤكد إلى أن أسرة محيو كانت ما تزال حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر تعرف باسم محيه.
هذا، وقد تبين من خلال الدراسة المقارنة للعائلات البيروتية واللبنانية والعربية، بأن أسرة محيو البيروتية ما يزال لها فروع مهمة في دمشق وبعض المدن السورية، حيث ما تزال تعرف هناك باسم «المحيو الشامي».
برز من أسرة محيو في العهد العثماني السادة: أحمد محيو مدير الجمارك في العهد العثماني، وخليل محيو الجد وابنه سعد الدين، وعبد القادر وابنه محمد محيو، ومصطفى محيو. كما برز في عهد الانتداب الفرنسي سعد الله محيو مدير عام الجمارك في سوريا ولبنان.
كما برز من الأسرة سعد الدين محمد محيو (1898-1974)، ونظراً لإسهاماته وعطاءاته فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة:
- مواليد بيروت المحروسة عام 1898، عمل في الجمارك اللبنانية مدة أربعة وأربعين عاماً، وكان مدير عام بالوكالة عن سوريا ولبنان وبعد الانفصال الجمركي تابع كمدير للجمارك في بيروت.
- حائز على وسامين: وسام الأرز من رتبة فارس ووسام الأرز من رتبة كومندور، وهو من مؤسسي جمعية آل محيو وترأسها لفترة.
- أنجب أربعة ذكور وفتاتين من السيدة زلفى رشيد رمضان، وأولاده: محمد، سامي، زهير وسهيل وسامية وفريال، وقد توفي عام 1974.
كما عرف من الأسرة الدكتور حسن الحاج خليل محيو (1940-2008) وكريمته المحامية رودانا محيو، ونظراً لإسهاماته وعطاءاته فإننا نشير إلى سيرته الذاتية المختصرة على النحو التالي:
- لبناني من مواليد بيروت المحروسة عام 1940، متأهل من السيدة سميرة الكردي، وأولاده: المهندس المعماري محمد فادي، المحامية رودانا، الخبيرة المالية رولا، الخبيرة الاقتصادية رينا، مديرة الموارد البشرية في دولة دبي زينة والمحامية مايا.
- نال الإجازة في الحقوق عام 1964، وانتسب إلى نقابة المحامين بتاريخ 14/10/1965 كمتدرج، ونقل قيده إلى الجدول العام بتاريخ 21/10/1968 وأصبح محامٍ بالاستئناف.
- مارس مهنة المحاماة في مكتبه الكائن في كورنيش المزرعة – بناية بركات، لغاية تاريخ وفاته الحاصل بتاريخ 20/5/2008، بعد ان نال شهادة دكتوراه دولة في الحقوق بمرتبة الشرف سنة 1971 بموضوع (التوقف عن الدفع كشرط من الشروط الأساسية لشهر الإفلاس).
وبالإضافة إلى مهنته كمحامٍ، كان أستاذاً في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية (الفرع الأول) في الجامعة اللبنانية منذ عام 1973 ولغاية عام 2004، تولى خلال هذه الأعوام تدريس المواد التالية فيها: قانون الطيران اللبناني، وقانون التجارة البحرية اللبناني، والمدخل للقانون المدني اللبناني، والإسناد التجارية والإفلاس في قانون التجارة البرية اللبناني، وقانون الطيران اللبناني، وقانون التجارة البحرية اللبناني، وقانون التجارة اللبناني في كلية الحقوق في صيدا.
- أستاذ في جامعة بيروت العربية منذ عام 1973 ولغاية 1997 تولى في هذه الأعوام تدريس قانون الطيران اللبناني، وقانون التجارة البحرية اللبناني والإفلاس.
- درّس في المدرسة الحربية خلال العامين 1993 و1994 مادتي قانون الطيران اللبناني، وقانون التجارة البحرية اللبناني، وشارك في مناقشة عدة أطروحات لنيل درجة الدكتوراه في كلية الحقوق – الجامعة اللبنانية – الفرع الأول.
- كان عضواً في لجنة الامتحانات للراغبين في الانتساب إلى نقابة المحامين في بيروت لعام 2004-2006.
من مؤلفاته:
1- التوقف عن الدفع كشرط من الشروط الأساسية لشهر الإفلاس (1973- غير منشور).
2- قانون الطيران (الملاحة الجوية – النقل الجوي – الحوادث الجوية) على ضوء التشريعين الدولي واللبناني – بيروت 1992.
3- قانون التجارة البحرية اللبناني (السفينة – أشخاص الملاحة البحرية – النقل البحري – الحوادث البحرية) – بيروت 1993.
4- القواعد القانونية المستحدثة لعقد النقل البحري الدولي للبضائع في اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بنقل البضائع بحراً لعام 1978 (قواعد هامبورغ 1978) التي انضم إليها لبنان بموجب القانون رقم 4/38 – بيروت 1998.
5- القانون المدني (محاضرات في المدخل إلى علم القانون) الجزء الأول – القانون – بيروت 1994-1995.
6- الإسناد التجارية 1981 (غير منشور).
7- الإفلاس 1981 (غير منشور).
8- مسؤولية الطبيب عن أخطائه المهنية عام 1996 (محاضرة في نقابة المحامين في بيروت) ومنشورة في مجلة العدل.
كما برز من أسرة محيو المهندس محيي الدين عثمان محيو، ونظراً لإسهاماته فإننا نشير إلى سيرته الذاتية المختصرة:
- مواليد بيروت المحروسة عام 1972.
- متخرّج من معهد الهندسة العالي في بيروت عام 1949.
- عمل منذ تخرّجه في مؤسسة كهرباء لبنان حيث تبوأ عدة مناصب فنية رئيسية.
- تولى المديرية العامة للمؤسسة عامي 1990-1991.
وبرز في التاريخ الحديث والمعاصر الطبيب الإنساني الدكتور محمد علي محيو (1913-1993) أحد أركان وأعمدة الطب في بيروت، والذي تميّز بإنسانيته وأخلاقه الحميدة وتعاطفه مع الطبقات الفقيرة والشعبية، وذلك منذ أربعينات القرن العشرين حتى وفاته. ونظراً لإسهاماته الطبية والخيرية والإنسانية لبيروت المحروسة وللبيارتة فإننا نشير إلى سيرته الذاتية المختصرة الموجزة على النحو التالي:
1- الدكتور محمد علي محيو من مواليد بيروت المحروسة عام 1913.
2- والده السيد توفيق محيو ووالدته السيدة بهية بدر، وزوجته السيدة نهلا مصباح الطيارة.
3- تلقى دراسته الأولى في مدرسة الفرير، وتابع دراسة الطب في الجامعة اليسوعية، ثم سافر إلى فرنسا للدراسة في جامعة مونبيلييه للتخصص في جراحة العظم، وهو يتقن اللغة الفرنسية واللغة الإنكليزية فضلاً عن اللغة العربية.
4- عمل لسنوات عديدة في مستشفى المقاصد، وكانت له عيادة خاصة بالقرب من منطقة البربير، عالج فيها وخارجها عشرات الألوف من البيارتة واللبنانيين. ومنذ عام 1960 ولسنوات عدة كان طبيباً معتمداً لجامعة بيروت العربية.
5- اشتهر عنه بأنه كان طبيباً بيروتياً أصيلاً لم يهتم يوماً بجمع المال أو الاهتمام به، إنما تميز بحس إنساني وخيري فضلاً عن كفاءته الطبية المعروفة، كما اشتهر بهدوءه اللافت للنظر وأخلاقه الحميدة.
6- مارس مهنة الطب خلال سنوات عديدة متطوعاً في أكثر من أربعة مستوصفات في بيروت.
7- من أهم صفاته الكفاءة والإخلاص في العمل، وكان يفضل العمل على الكلام، وكان موجزاً في كلامه، وكان محباً لعمل الخير وقد نشر هذه الصفات بين أفراد أسرته، كما كان يعطف على الفقراء والمساكين ويعالجهم بدون مقابل حتى لقب في بيروت بـ»أبي الفقير»، وقد شاع هذا اللقب وأطلق عليه وعلى الرئيس سامي الصلح.
8- كان مرجعاً للأسر البيروتية تلجأ إليه لحل مشكلاتها ونزاعاتها الأسرية والاجتماعية.
9- عرضت عليه فرص عمل عديدة في الخارج من بينها مشروع عقد كطبيب خاص لأحد ملوك دول الخليج العربي، غير أنه فضل البقاء في بيروت لممارسة مهنته وتقديم خدماته للمجتمع البيروتي واللبناني.
10- أولاده الطبيب الدكتور مروان محيو طبيب متخصص في القلب والتمييل والأمراض الداخلية، ومنى محيو بيضون، وإيمان محيو وتحمل ماجستير في الإدارة التربوية وماجستير في الدراسات الإسلامية، والمهندسة المعمارية أمل محيو يونس، ومصممة المجوهرات ندى محيو رواس.
11- توفي الدكتور محمد علي محيو عام 1993 بعد مسيرة عملٌ وخيرٌ طويلة، وبعد أن قدم خدمات جُلى لعشرات الألوف من البيارتة واللبنانيين والعرب.
وبرز في العهد العثماني، وفي عهدي الانتداب الفرنسي والاستقلال المفوض في الشرطة اللبنانية محمد علي سعيد محيو (1899-1953)، ونظراً لإسهاماته الأمنية والإدارية والخيرية، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية المختصرة:
1- مواليد بيروت المحروسة عام 1899.
2- تزوج من المرحومة السيدة ثريا دية.
3- أنجب منها ثمانية أولاد وهم: غازي، عفاف، فاروق، رحمهم الله، ونازك ونهيل وفؤاد ونجاح والدكتور أسامة محيو.
4- التحق في العهد العثماني بالسلك العسكري.
5- في بداية عهد الانتداب الفرنسي التحق بسلك الشرطة اللبنانية، واستمر فيها إلى تقاعده من الشرطة.
6- ترأس عدة مخافر في بيروت، وكانت له سمعة طيبة.
7- اشتهر عنه السمعة الطيبة لاعتماده الحكمة في فض المنازعات سلماً بين البيارتة. كما اشتهر عنه النزاهة والاستقامة.
8- شارك مع المرحومين الأستاذ سعد الدين محيو والحاج محمود محيو في تأسيس أول جمعية لآل محيو.
9- توفي في عام 1953 وشيع في مأتم مهيب شارك فيه أعيان ووجهاء بيروت المحروسة، والكثير من البيارتة.
كما برز نجله الدكتور أسامة محيو الأستاذ الجامعي المتميز، الناشط في الميادين السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، ونظراً لإسهاماته، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة:
- من مواليد بيروت المحروسة في 13 شباط 1950.
- متزوج من السيدة فدوى علامة، وله أربعة أولاده: الدكتور وسام وكارول وهادي ومجد
- تابع دراسته في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، عثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب(الفاروق)، وعلي بن أبي طالب.
- حائزعلى الإجازة التعليمية والماجستير في اللغة الإنكليزية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الفرع الأول) في الجامعة اللبنانية.
- حائز على دكتوراه في الدراسات الأنكلو- ساكسونية (الأدب الإنكليزي) جامعة روان – فرنسا (معادلة لدكتوراه دولة).
- شغل العديد من المناصب الأكاديمية والادارية والاستشارية.
- مستشار في الديوان الأميري في دولة الكويت سابقاً.
- مدير كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الفرع الأول) في الجامعة اللبنانية سابقاً.
- أستاذ اللغة الإنكليزية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومعهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية سابقاً.
- أستاذ زائر في الجامعة العربية المفتوحة في لبنان سابقاً، وفي جامعة صنعاء سابقاً.
- شغل العديد من المراكز النقابية الجامعية ومثل أساتذة كلية الآداب في مجلس الجامعة اللبنانية سابقاً.
- عضو الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية سابقاً، ومجلس المندوبين في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية سابقاً.
- شغل العديد من المراكز الاجتماعية والثقافية، منها عضوية الهيئة الادارية لاتحاد جمعيات العائلات البيروتية، ورئيس تحرير نشرة «بيروت المحروسة» الصادرة عن الاتحاد، ورئاسة جمعية آل محيو، وجمعية هيئة الفكر والمجتمع، وجمعية المؤتمر القومي - الاسلامي في لبنان.
- ألقى العديد من المحاضرات وشارك في كثير من الندوات والمؤتمرات وترأس جلسات في العديد من المؤتمرات، كما نسق وأدار أكثر من مؤتمر ( لبنان وسوريا وتونس والكويت والسعودية وكوريا الجنوبية)
كما برز من أسرة محيو الدكتورة عبلا محيو والدكتور عبد الرحمن محيو والصيدلي أنس محيو صاحب صيدلية محيو، والقاضية نبال سهيل محيو، والدكتور عبد القادر زهير محيو، والدكتورة عبلا محيو، والطبيبة الدكتورة سامية محيو، والطبيب الدكتور وائل محيو، والكاتب بالعدل الأستاذ خليل محيو ونجله الكاتب بالعدل محمد خليل محيو.
كما عرف السيد محمد محيو صاحب مكتبة المعارف، والمهندس جمال خالد محيو. كما برز رجل الأعمال الحاج خالد محيو (1918-2009) تاجر أدوات منزلية، من أهم أعماله وقف أرض (عقار) في منطقة الكولا لبناء جامع حمزه عليه السلام.
كما برز من الأسرة الأستاذ سعد الدين محيو، والحاج محمود محيو، وقد أسهما مع المفوض محمد علي سعيد محيو إسهامات خيرية وإنسانية واجتماعية عديدة. كما قاموا جميعاً بتأسيس أول جمعية لآل محيو. كما برز من الأسرة رجل الأعمال الإنسانية الحاج أنيس عبد الغني محيو، والسيد أحمد توفيق محيو، والأستاذ محمد منيب محيو.
كما عرف من الأسرة السادة: إبراهيم، أحمد، أمين، أنور، أنيس، باسم، بلال، توفيق، حسان، حسن، رجل الأعمال خالد توفيق ونجله خليل، رامز، رشيد، رفيق، زهير، زياد، سعد الدين، سامي، سليم، سمير، شحادة، صلاح الدين، عارف، عبد الرحمن، عبد الناصر، عدنان، عماد، عمر، غازي، فوزي، كريم، كمال، محمد، محمود، محيي الدين، مروان، مصباح، مصطفى، منير، نبيل، نزار محيو نائب رئيس تجمع الوفاق الوطني في بيروت، الدكتور وائل، وليد، يوسف محيو وسواهم.
ولا بد من الإشارة إلى أن آل محيو برزوا في ميادين عديدة في مقدمتها العلم والوظيفة العامة العليا، وإنشاء الصيدليات، والاشتغال بالتجارة العامة، وقد ارتبطت شركة محيو وياسين لعقود طويلة بتاريخ بيروت التجاري لا سيما في ميدان تجارة الأدوات الصحية.
ومحيو لغة مشتقة من محيي الدين، التي تعود بأصولها اللغوية إلى كلمة محيه أو محيي والمحيي اساساً هو الله عز وجل، وقد أطلق اسم محيي الدين، على من يتوخى أهله في ان يكون خادماً وساعياً باستمرار لاحياء الدين الإسلامي الحنيف وللشريعة الإسلامية الغرّاء.