آل مشّاقة (بلوز مشّاقو)
تميّزوا في مشق الحرير وتجارته
من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى الإسر العربية التي توطنت في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي، غير أن جذور آل مشاقة المسيحية إنما تعود إلى مدينة البندقية الإيطالية، وقد توطن أحد أجداد الأسرة في طرابلس الشام، ثم انتشر أفراد الأسرة تباعاً في بيروت وصيدا وصور والقاهرة والإسكندرية ودمياط، وقد عمل جدهم الأول بمشق الحرير فعرف باسم مشاقة، كما اشتغل بعضهم في خدمة محمد علي باشا والي مصر، وفي خدمة الأمير بشير الشهابي الكبير في جبل لبنان.
أما الأسرة الإسلامية البيروتية فهي في الأصل من آل بلوز التي عمل أحد أجداد الأسرة بتجارة ومشق الحرير فعرف فرع من الأسرة باسم بلوز مشاقة أو بلوز مشاقو، وفي عام 1932 أثناء الإحصاء السكاني الرسمي انقسمت الأسرة البيروتية إلى أسرتين: أسرة بلوز وأسرة مشاقة، في حين فضل بعض أفراد الأسرة الاحتفاظ باسم بلوز مشاقة أبو بلوز مشاقو، وما يزال.
عرف من أسرة مشاقة المسيحية في العهد العثماني الشيخ إبراهيم مشاقة، والشيخ بشارة مشاقة الذي برز في مصر والشيخ جرجس مشاقة ونجله الطبيب الدكتور مخايل مشاقة الذي تعرّض للاضطهاد زمن الوالي أحمد باشا الجزار (المتوفى عام 1804).
وللعلّامة مخايل مشاقة (1800-1888) مؤلفات تاريخية عدة منها: «الجواب على اقتراح الأحباب» و»الرسالة الشهابية في الصناعة الموسيقية» و»مشاهد العيان في أخبار جبل لبنان». كما برز من الأسرة في العهد العثماني الصراف جريس مشاقة زمن الأمير بشير الشهابي الكبير (تاريخ ولاية سليمان باشا، ص 168).
كما برز من الأسرة جبران ورفول مشاقة، والدكتور داوود مشاقة والدكتور سليمان مشاقة وجبرائيل مشاقة عضو مجلس إدارة جبل لبنان الأول، وهو من مواليد دير القمر عام 1830، تعلم علومه الأولى في مدارسها، كما أكمل تعليمه في بيروت المحروسة على علماء المسلمين فيها، لذلك، فقد أتقن علم الفرض والمواريث، وعيّن قاضياً في محكمة زحلة، ثم عضواً في دائرة الحقوق.
في عام 1861 عيّنه متصرف جبل لبنان داوود باشا عضواً في مجلس إدارة متصرفية جبل لبنان، كما عيّنه عضواً في مجلس المحاكمة الكبير نظراً لكفاءته الحقوقية. (أنظر: المعجم النيابي اللبناني، ص 474).
وعرف من الأسرة حديثاً السادة: ارنست بطرس، بيار، ورجل الأعمال داڤيد مشاقة وسواهم.
وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني إلى العديد من آل بلوز مشاقة (مشاقو) منهم السيد يوسف بن عبد القادر مشاقو بلوز. كما ورد اسم الأسرة في بعض الوثائق بصيغة «مشاق» (السجل 1259هـ، ص 18-22). كما أوردت وثائق القرن التاسع عشر بعض أسماء من أفراد آل بلوز بدون صفة مشاقة منهم على سبيل المثال السادة: أحمد بلوز وابنه حسن، وقاسم بلوز وسواهم.
عرف من أسرة مشاقة الإسلامية في التاريخ الحديث والمعاصر المهندس فاروق مشاقة رئيس مجلس أمناء جماعة عباد الرحمن في بيروت، وشقيقه الناشط الاجتماعي السيد إبراهيم مشاقة أحد متخرّجي جامعة بيروت العربية، والسادة: إبراهيم محيي الدين، أحمد محيي الدين، أديب، توفيق أحمد، خالد، خليل، زياد، عادل، عبد السلام، عبد القادر، عصام، عفيف أحمد، فاروق، محمد، محمود، محيي الدين، مصطفى، وهيب، يوسف مشاقة. كما برز اسم مشاقو عند السادة: رباح عبد الرحمن مشاقو، سامي محمد مشاقو، عبد السلام مشاقو وسواهم.
أما مشاقة لغة فهي تنسب إلى مهنة مشق الحرير التي كانت سائدة في العهد العثماني في المقاطعات اللبنانية، وقد عرف العامل بهذه المهنة باسم مشاقة، كما عرفت في بيروت باسم مشاقو وباسم مشاق. أما بلوز فقيل أنها نسبة إلى قرية بلوزا اللبنانية، كما أن بلوز مصطلح مصري قديم يعني الطين الذي يتركه عادة نهر النيل في مصر بعد حركة الجزر.