آل مكوك
الإسم عن قرية عراقية شهيرة وأحد الأجداد نال لقب «الآغا»..
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بأصولها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق. وما تزال الأسرة منتشرة في أكثر من منطقة عربية، لا سيما في منطقة مكوك العراقية.
ويشير كتاب الحسيني القزويني «أسماء القبائل وأنسابُها» ص (257) إلى العديد من القبائل العراقية والقرى العراقية منها قرية «المكوك» حيث أقامت فيها قبيلة بني مكوك العربية؛ وقد توجه فرع من هذه القبيلة إلى بلاد الشام، ومن بينها بيروت المحروسة وطرابلس المحروسة لا سيما في العهد العثماني.
عرف من الأسرة في بيروت في العهد العثماني استناداً إلى السجل (1259هـ) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، الشيخ محمد بن السيد علي المكوك، ويشير السجل أيضاً إلى توطن آل مكوك في باطن بيروت منهم السادة: إسماعيل مكوك، حسين مكوك، والشيخ عبد الرحيم مكوك، علي مكوك، محمد مكوك، الحاج محمد مكوك، ومصطفى مكوك. ونظراً لمكانة آل المكوك في بيروت العثمانية، فقد نال أحد أجداد المكوك في بيروت لقب الأغاوية، هو علي آغا المكوك الذي عاش في القرن التاسع عشر.
وعرف من الأسرة حديثاً السادة: المسرحي زياد مكوك، إبراهيم، إبراهيم خليل، إبراهيم محمد، الأستاذ الجامعي الدكتور أمين محيي الدين مكوك، أنيس، بهيج، توفيق، جمال، جهاد، خالد، خليل، رائد، رياض، سامي، سعد الدين، سعيد، سمير، الحاج صالح مكوك عضو جمعية البر والإحسان البيروتية وأحد وجهاء منطقة الطريق الجديدة، صلاح الدين، عباس، عبد الرحمن، عبد القادر، علي، عمر، غسان، المهندس فايز، الطبيب الدكتور فؤاد مكوك، كامل، محمد، محمود، مصطفى، معروف، منير، الشيخ نبيل مكوك، وجيه مكوك وسواهم. كما عرف في طرابلس المربي محيي الدين المكوك، وفي الوقت الذي شهدت بيروت أسرة مكوك الإسلامية، فقد شهدت أيضاً أسرة مكوكجي المسيحية، عرف منها السيد جورج، والسيد يوسف جورج وسواهما.
زياد مكّوك... لم يحقّق حلمه الأخير
ابن العصر الذهبي للخشبة اللبنانية، بقي يحلم بتأسيس «مسرح الشعب» حتى آخر أيام حياته باسم الحكيم ، بعد صراع مع المرض أجبره على ملازمة المستشفى على نحو متقطّع، وإجرائه عمليّتي قلب مفتوح، رحل «خردق» عن 67 عاماً. «المجنون العاقل» كما قال عنه الشاعر طلال حيدر ذات مرّة، استقال من حلمه الطموح بإحياء «مسرح الشعب» في العاصمة. لم يتوانَ من أجل تحقيق حلمه الأثير عن دقّ عشرات الأبواب، وترشيح نفسه للانتخابات، وعرض أثاث منزل والده العتيق للبيع، وصولاً إلى الانفصال عن زوجته... تغييبه مع رعيل كبير من المخضرمين عن الشاشة الصغيرة والمسرح، لم يثنه عن مواصلة مغامرته المستحيلة بكثير من العناد.
رافق تجربة شوشو منذ الستينيات وحتّى اندلاع الحرب الأهليّة صديق شوشو (حسن علاء الدين) ورفيقه على المسرح ولد فناناً. في سهرات شارع صبرا حيث عاش طفولته (ولد في زقاق البلاط) لقّب منذ سنّ الخامسة بـ«عنتر» الحكواتي الصغير. حين قرر أن يمتهن التمثيل، طرده والده من البيت، ومنذ ذلك الحين بدأت رحلته الوعرة مع الفرجة التي عشقها. عمل مع مجموعة هواة في المسرح، ثمّ شرّعت أمامه أبواب التلفزيون عندما عرّفه المخرج المسرحي محمد كريّم بمحمد شامل مطلع الستينيات. أسند إليه شامل إحدى الشخصيّات الأساسيّة في مسلسل «يا مدير»، ثم تابع مكوك المشوار في التلفزيون مع «الدنيا هيك»، و«ألو حياتي»... إضافة إلى مشاركته في أكثر من فيلم سينمائي. سطع نجم زياد مكوك بقوّة على خشبة «المسرح الوطني الشعبي» إلى جانب شوشو ونزار ميقاتي. بين عام 1965 ومطلع الحرب الأهليّة، شارك في 29 عملاً مسرحياً إلى جانب شوشو، وإبراهيم مرعشلي، ومارسيل مارينا، وآخرين من نجوم العصر الذهبي. وبعد الانفصال بين ميقاتي وشوشو، بقي مكوك ممثلاً أساسياً في فرقة «مسرح شوشو» يؤدّي أدوار البطولة الثانية. في الثمانينيات، سافر إلى القاهرة، وعمل هناك، ليعود بعد الحرب إلى بيروت على أمل إنجاز مشروعه... لم تساعده «ظروف البلد»، وأصبحت إطلالاته الفنيّة متقطعة. عمل في «الإذاعة اللبنانية» ربع قرن، ومن أعماله الدراميّة الأخيرة، مسلسل «الشيخة الأميركيّة» للمخرج زناردي حبيس... لم يشأ أن تمرّ آخر إطلالاته الحواريّة في برنامج «ساعة وفا» مع ميشال الحوراني قبل ثلاثة أعوام عاديّة. فرفع لافتات في شوارع بيروت، كتب عليها «المغفور له زياد»، من أجل دعوة الناس إلى مشاهدة الحلقة على «تلفزيون لبنان». حتّى الأيام الأخيرة من حياته، وكما كتب عنه ذات مرّة طلال حيدر: «بقي يحلم كمن يبني وطناً بالبال».
والمكوك لغة لقب أطلق في العهد العثماني على الوعاء العثماني «مكوك»، وهو وعاء للحبوب، كان يساوي في العهد العثماني (61) كلغ من القمح. كما أن المكوك هو أحد قطع آلة الخياطة الذي يملأ بخيوط الخياطة (نوفان رجا الحمود: العسكر في بلاد الشام، ص 205).
كما استخدم لفظ المكوك بأنه الطاسة، وما يزال اللفظ يطلق على الرجل الذي يكثر من الانتقال من مكان إلى آخر ذهاباً وإياباً، بحيث يطلق على تنقلاته لفظ «تنقلات مكوكية»، لذا أطلق لقب مكوك على الرجل النشيط الذي يتميّز بالديناميكية. كما أن مكوك إحدى قرى العراق الشهيرة.
الفنان الراحل زياد مكوك