آل مريسة

آل مريسة

آل المريسة (المريسي): من الأسر الإسلامية البيروتية والعربية القديمة، تعود بجذورها إلى قبائل المريسة العربية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام، ومن بينها ثغر بيروت المحروسة، كما أسهمت القبيلة في فتوحات مصر والمغرب العربي.

والأمر اللافت للنظر أن بعض أفراد من قبيلة المريسة (المريسي) العربية قد تولت منذ بداية الفتوحات العربية لبيروت حراسة ثغر بيروت لاسيما على الساحل الذي عرف باسم «عين المريسة».

برز العديد من علماء أسرة المريسة في بيروت وبلاد الشام والولايات العربية، منهم على سبيل المثال لا الحصر العلامة الفقيه بشر المريسي، الذي كان له تلامذة كثر في العهد العباسي لاسيما في عهد المأمون. كما برزت المحدثة بدور بنت عبد الله المريسة، التي سبق أن أجاز لها أبي الحسن بن سلامة القزاز عام 808هـ، وأهميتها أنها أجازت للإمام والعالم السخاوي. ماتت فجأة في مكة المكرمة في شوال عام 850هـ (أنظر: الضوء اللامع للسخاوي، وعمر رضا كحالة: أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، جـ1، مؤسسة الرسالة، ط9، بيروت 1409هـ-1989م).

والأمر اللافت للنظر أن أسرة المريسة العربية البيروتية ذات الجذور المكية، قد أعطت اسمها لمنطقة بيروتية شهيرة هي منطقة «عين المريسة» (وليس كما يفسر البعض خطأ من أن منطقة عين المريسة سميت كذلك لأن فيها مرسى للزوارق)، كما أن البعض الآخر ينسبها لإحدى خادمات الكنيسة أي «الريسة» (ولم يستطع جميع من كتب سابقاً عن المنطقة كشف أسرة المريسة سوى المؤرخ د. حسان حلاق)، ومن ثم تناست الأسر المنتسبة إليها أصلاً الاسم الأول الذي هو المريسة، لهذا لم نعثر على أسماء أفراد يحملون اسم الأسرة القديمة، باستثناء ما وجدناه في المصادر والوثائق القديمة. حيث استمرت أسرة المريسة قائمة باسمها في العهدين المعني والشهابي، ومن ثم اتخذ أفراد الأسرة أسماء جديدة هي عبارة عن ألقاب وصفات ومهن. وما تزال أسرة المريسة حتى هذا الوقت في البحرين ودول الخليج العربي.

والمريسة لغة هو الرجل القوي شديد المعالجة للأمور، كما أنها تعني الشدة والقوة، ويقال رجل شديد المراس أو امرأة شديدة المراس، ومصغرها المريسة. كما أن المرسى هو نوع من أنواع الحبال الخاصة بالسفن، كما أن المرسى مكان رسو السفن. وقد أشار الحميري في كتابه «الروض المعطار في خبر الأقطار، ص 538-539» بأن المريس إحدى البلدات العربية في أسوان، وقد عرفت ريحها باسم «الريح المريسية» كما أن المدن العربية لاسيما في المغرب العربي والتي حملت اسم المرسى هي كثيرة جداً.