آل غنيم المحمصاني
علماء وفقهاء الأبرز بينهم الشيخ أحمد الأزهري البيروتي
من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية لا سيّما إلى قبيلة لخم إحدى عشائر القحطانية. وممّن سمّي به زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم الصحابي غنيم بن قيس، كما اشتهرت في مصر باسم الغنيمي.
أسهمت قبيلة غنيم في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي. غير أنّ الوثائق والمصادر العربية تشير إلى توطّن كثيف للقبيلة في مصر. لهذا فقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في العهد العثماني في القرن التاسع عشر إلى السيّد محمد المخللاتي بن إسماعيل غنيم المصري، وهذه المعلومة وردت في السجل 1283-1284ه القضية (800). وهذه الوثيقة تشير ضمنًا إلى أنّ أسرة غنيم هي من مصر، في حين أنّ المخللاتي لقب لمهنته.
وأشار صاحب كتاب «عشائر الشام» إلى قبيلة الغنايم التي انتشرت مع أفرادها وأسرها في بلاد الشام. وممّا يلاحظ بأنّ أسرة غنيم في بيروت انقسمت إلى عدّة عائلات منها عائلات: غنيم، المخللاتي، المصري المحمصاني (وهو فرع غير فرع الدكتور صبحي المحمصاني) ومن أبرز علماء هذه الأسرة في العهد العثماني الشيخ عمر غنيم المحمصاني صاحب المكتبة الحميدية التي اشتهرت بأنّها كانت ملتقى الأدباء والعلماء في بيروت.
ومن أهم العلماء الذين برزوا في العهد العثماني أيضًا وعهد الانتداب الفرنسي والاستقلال نجله العلّامة الشيخ أحمد بن عمر بن محمد غنيم المحمصاني المصري الأزهري البيروتي (1873-1951). درس في الأزهر الشريف، وتتلمذ على الإمام الأكبر الشيخ محمد عبده عام 1315ه-1897م. ونظرًا لعلمه الغزير فقد أوكلت إليه مهمّة التدريس وإمامة مكتبة الأزهر الشريف في القاهرة.
وبعد عودته إلى بيروت احتفل البيارتة بعودته فاستقبل استقبالًا مميزًا لمكانة العلماء المميزة عند أبناء بيروت المحروسة. وما هي إلا فترة حتى تولّى العلّامة الشيخ أحمد بن عمر بن محمد غنيم المحمصاني مناصب علمية عدّة في مقدمتها:
1- أستاذ أصول الفقه الإسلامي في مكتب الحقوق العثماني في بيروت عام 1913.
2- 1928-1930.
3- رئيس لجنة المخطوطات العربية في المجمع العلمي اللبناني.
4- أستاذ مادة تفسير القرآن الكريم في الكلية الشرعية في بيروت ابتداءً من عام 1934.
5- أستاذ في مدارس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، ورئيس لجنة المدارس فيها.
6- خطيب ومدرّس في الجامع العمري الكبير وفي جامع الأمير عساف (السراي).
7- عضو جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.
اشتهر عن الشيخ أحمد غنيم المحمصاني بأنّه درّس القرآن الكريم واللغة العربية لرئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور بيار دودج، والقس الأميركي كارنيليوس فاندايك وللرئيس هوارد بلس.
قام بتأليف الكثير من المؤلفات منها على سبيل المثال:
1- خلاصة النحو.
2- رسالة تحذير الجمهور من مفاسد شهادة الزور.
3- شرح أحكام المجلة الشرعية (مجلة الأحكام العدلية).
4- تفسير سورة الفاتحة.
5- مخطوط علم الأنساب وأصول العائلات الإسلامية البيروتية والشامية.
6- شرح المعلّقات السبع للزوزني (شرح).
7- الأنصاف في التنبيه على أسباب الخلاف (تحقيق).
8- اللؤلؤ النظيم في رَوْم التعلّم والتعليم (تحقيق).
9- مختصر جامع بين العلم وفضله، وما ينبغي في روايته وحمله (تحقيق).
10-حجج القرآن (في علم التفسير تحقيق).
11-فصيح ثعلب (الطرق الأدبية لطلاب العلوم العربية في مصر).
ويذكر الفيكونت فيليب دي طرازي في كتابه «خزائن الكتب العربية في الخافقين»، ج 1، ص261 تحت عنوان «الخزانة المحمصانية» إنّ في مكتبة الشيخ أحمد عمر غنيم المحمصاني (1600) مجلّد في مختلف العلوم والفنون، بينها (120) مخطوطًا من ضمن مجموعة نجله الأستاذ محمد المحمصاني.
كما اعتنى بتصحيح ونشر الكثير من الكتب الأخرى في مصر، وله في الوقت نفسه خطب وقصائد شعر ومحاضرات ومؤلفات ما تزال غير منشورة. توفي في بيروت يوم الاثنين في 30 تموز من عام 1951.
هذا، وقد عرف من آل غنيم في بيروت في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: جواد، خالد، سليم، سليمان، سمير، عبد اللطيف، محمد خالد، محمد عبد الله، محمود، وليد، وسواهم. كما عرف من أسرة غنيم فرع مسيحي قليل العدد عرف منها مخايل غنيم.
وغنيم لغةً تصغير غُنم أي الربح والانتصار. أطلقه العرب على الرابح أو المنتصر انتصارًا قليلًا أو محدودًا.