آل قرألي (قراعلي)
من الأسر المسيحية والإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية والعثمانية. تعود بجذورها إلى الأسر العربية المستوطنة في بلاد الشام منذ القرن السادس الميلادي. وقد عرفت عبر التاريخ باسم آل الحكيم لا سيّما في حلب ودمشق، ومن ثمّ في بيروت، إلى أن لقّب أحد أجداد الأسرة باسم «قرى» أي الأسود. ويقال أنّ الأسرة مسلمة في جذورها، غير أنّ فرعًا منها اعتنق المسيحية لا سيّما الجدّ علي، ولما كان وجه المذكور شديد السمرة، أطلق عليه لقب «قراعلي» التي اختصرت إلى «قرألي».
ومهما يكن من أمر، فقد برز من الأسرة في العهد العثماني المطران عبد الله قراعلي (1672-1742) من مواليد حلب، وهو مؤسّس الرهبانية اللبنانية، والرئيس العام لدير مار يوحنا في رشميا عام 1706 وعُيّن أسقفًا على الكنيسة المارونية في بيروت عام 1716م. له مؤلفات عديدة في مقدمتها: كتاب مختصر الشريعة (المجلة القضائية وقانون الأحوال الشخصية للمسيحيين في لبنان على عهد الشهابيين) تقديم ونشر الأب بولس مسعد الحلبي اللبناني – المطبعة الكاثوليكية – بيروت 1959. ومن مؤلفاته الأخرى: المصباح الرهباني في شرح القانون الرهباني «مواعظ» و «مذكرات».
كما برز من الأسرة في القرن التساع عشر استنادًا إلى سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، لا سيّما السجل (1259ه) السيّد عبده بن محمد قرألي من ملاك وسكان الباشورة. وبرز من الأسرة المسيحية المؤرّخ الشهير الكاهن الأب بولس قرألي (1887-1951) منشئ «المجلة السورية البطريركية» عام 1926. ألّف العديد من المؤلفات التاريخية من بينها مؤلفات عن الأمير فخر الدين المعني الكبير وسواها من مؤلفات تاريخية.
ويشير الأمير حيدر الشهابي في كتابه «الغُرر الحسان» ج3، ص (852) إلى أحد عساكر عبد الله باشا قراعلي الذي قتل في أحد المعارك. كما أشار في الكتاب نفسه، ج 1، ص (119) إلى أحد قادة أحمد باشا الجزار مصطفى قرامنلا آغا المعروف باسم «كتخدا الجزار».
ومن الملاحظ أنّ أسرة قرألي أو قراعلي ما تزال قليلة العدد في بيروت عرف منها حديثًا السادة: توفيق جوزيف قراعلي، فؤاد أحمد قراعلي، مالك فاروق قراعلي وسواهم.
وقراعلي لغة مصطلح عثماني يعني علي الأسود أو الأسمر، لأنّ قرا باللغة العثمانية تعني الأسود، أمّا علي فهو اسم الجدّ الأول للأسرة.