آل القطب
من الأسر الإسلامية المنتشرة في صيدا وبيروت وطرابلس، وهي من الأسر المنسوبة، تعود بجذورها إلى الدوحة المحمدية وآل البيت الشريف. وقد أسهمت مع القبائل العربية الأخرى في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي.
ومن المعروف أنّ آل القطب في الولايات العربية والإسلامية، وطيلة قرونٍ عديدة، كانت لها القيادة الدينية والسياسية أيضًا، وكان السلاطين والحكّام والأمراء يتقربون من الأسرة ويطلبون دعمها الديني والروحي الذي ينعكس إيجابًا على أوضاع الدولة. بل إنّ بعض الملوك أمثال السلطان قطب شاه (1512-1543م) أحد خمسة سلاطين مسلمين حكموا بعض المناطق في جنوب الهند. كما عُرف أحد سلاطين الهند باسم قطب الدين أيبك مؤسّس «منارة دلهي» التي عرفت باسم «قطب مينار»، والتي تحوّلت فيما بعد مزارًا للوالي الصوفي الشيخ قطب الدين.
وفيما يختص بتاريخ الأسرة في صيدا وبيروت وطرابلس، فقد حظيت بسمعة دينية واجتماعية وخيرية طيبة، كما تولّت مناصب مهمة لا سيّما في العهد العثماني: من بينها على سبيل المثال الضابط في الجيش العثماني البكباشي الحاج رشيد القطب. كما برز حديثًا السيّد محي الدين القطب عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وأحد الناشطين في الميادين الاجتماعية والخيرية والتربوية، مدير سابق لمؤسسة الحريري. كما برز من الأسرة السيّد إسماعيل القطب أحد مؤسّسي جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا. وقد تميّز أفراد الأسرة بالجرأة والعلم والنزاهة.
كما عرف من الأسرة في بيروت السادة: الطبيب الدكتور سهيل القطب، والأستاذ الجامعي د. هيثم قطب، أحمد نزيه القطب، إسماعيل، رضا، زهير، سفيان، سميح، سهيل عز الدين، شفيق نصوحي، عبد اللطيف، عبد الوهاب، فؤاد، ماهر، محمد أمين، محمد رفعت، محمد سعيد، محمد طلال، محمد منير، مصطفى، نبيل، نزار القطب وسواهم من أطبّاء ومهندسين ورجال أعمال، ومن العاملين في المجتمع المدني والأهلي.
والقطب لغةً أطلقها العرب والمسلمون على العالم والزعيم الديني، وشيخ الطرق الصوفية، وقد أطلق عليه أيضًا «الغوث» والمرجع الديني، والعلّامة، وبلغ بالمريدين بالقطب أن اعتبروه في مصاف الأولياء، فكان يقصد ويزار ويستشار في كلّ أمر في حياته، وكان يقصد ويزار عند ضريحه التماسًا لأمرها.