المصعد
كثير من الأشياء تحدث داخل ذلك الصندوق المعدني المتحرك المسمى بالمصعد. وقد نكون لاحظنا بعضها أو تغافلنا البعض الآخر.
فمثلا هل لاحظت مرة أن عامل المصعد يبدي قلقه الشديد ويردد بعبارات توتر مثل “إستر يا رب”؟ ذلك يقول الباحثون أن عامل المصعد هنا يحاول أن يبين للناس بأن وظيفته أصعب بكثير من مجرد ضغطة زر وإنما هو مسؤول ومسؤول كبير عن حياة من في المصعد كلهم!.
ويقال إن مخترع المصعد (أوتس) لما إخترع المصعد خاف الناس من فكرة وجودهم في صندوق معدني ليهبط بهم أو يصعد لذلك فكر في وضع مرآة بالداخل كي يدخل الناس وينشغلوا بأنفسهم بالداخل ومن ثم يمر الوقت بسرعة دون خوف أو قلق ..
شيء محير آخر يحدث بداخل المصعد وهو تجنب النظرات من قبل الناس بداخله، فلا أتوقع مثلا أنك عندما تكون بداخل المصعد تنظر إلى حولك محدقاً بعينيه!
ولا أتخيل إن شخص ممكن أن يصرخ أو حتى يتحدث بصوت عالي داخل المصعد بوجود ناس غرباء!
يقول البعض هنا أن ذلك نتيجة توترنا داخل هذه المصاعد لأن ما يحدث هو أن مجالات الطاقة لدينا تتداخل وهذا ما يزعج الإنسان وهذا طبعا قول جماعة الطاقة إلا أنني لا أميل إلى إطلاق لقب الطاقة هذا وإنما أميل إلى ما يسميه علماء لغة الجسد بالمجال الشخصي للإنسان.
ويستشهدون بذلك بأنك لو كنت تجلس على الشاطيء ثم جاء شخص غريب وجلس بجانبك دون أن يلمسك أو حتى ينطق بحرف، لماذا تتضايق؟ لكن لو كانت العملية عملية طاقات لكان الشخص منا سيتضايق حتى لو كان هذا الشخص يجلس وراءة و لم يشعر بوجوده أصلاً!
كلمة على الهامش: هل حقيقي إن كثير من الناس تلعب بوجها من خلال عمل أشكال مضحكة لو كانوا لوحدهم في مصعد فيه مرآة؟