95 - 2
ق.
هـ / 530 -
620
م
أوس بن حجر بن مالك التميمي أبو شريح.
شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء.
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ
وَفَاتَتْكَ بِالرَّهْنِ المُرَامِقِ زَينَبُ |
صبوتَ وهل تصبُو ورأسكَ أشيبُ |
شَفيعٌ إلى بِيضِ الخُدورِ مُدَرّبُ |
وغيرَها عنْ وصلها الشيبُ إنهُ |
ومِنْ ظَلَمٍ دون الظَّهيرَة ِ مَنْكِبُ |
فَلَمّا أتى حِزّانَ عَرْدَة َ دُونَهَا |
طريقُ الجواءِ المستنيرُ فمذهبُ |
تَضَمّنَها وارْتَدّتِ العَيْنُ دونَهَا |
نسبُّ بهِ ما لاحَ في الأفقِ كوكبُ |
وصبّحنَا عارٌ طويلٌ بناؤهُ |
ووجهاً تُرى فيهِ الكآبة ُ تجنبُ |
فلمْ أرَ يوماً كانَ أكثرَ باكياً |
فَظَلّ لَهُمْ بالْقاعِ يوْمٌ عَصَبصَبُ |
أصَابُوا البَرُوكَ وابنَ حابِس عَنْوَة ٌ |
إذا ازورّت الأبطالُ ليثٌ محرّبُ |
وإنّ أبَا الصّهْبَاءِ في حَوْمة ِ الوَغَى |
وقَتْلى تَياسٍ عَنْ صَلاحٍ تُعَرِّبُ |
ومثلَ ابنِ غنمِ إنْ ذحولٌ تذكرتْ |
نسورٌ سقاهَا بالدّماءِ مقشّبُ |
وَقَتْلى بِجَنْب القُرْنَتَيْنِ كَأنّهَا |
وما ضمّ أجمادُ اللُّبينِ وكبكبُ |
حلفتُ بربِّ الدّامياتِ نحورُها |
وجهدي في حبلِ العشيرة ِ أحطبُ |
أقُولُ بِما صَبّتْ عَليّ غَمامتي |
وأمّا الشّذا عنّي المُلِمَّ فَأشْذِبُ |
أقولُ فأمّا المنكراتِ فأتّقِي |
بِذي الرِّمْثِ من وادي تَبالة َ مِقْنَبُ |
بَكيْتم على الصُّلحِ الدُّماجِ ومنكمُ |
محلاً وخيماً عُوذُهُ لا تحلّبُ |
فَأحْلَلْتُمُ الشَّرْبَ الذي كان آمِناً |
وليس لهم عالينَ أمّ ولا أبُ |
إذا مَا عُلوا قالوا أبونَا وأُمُّنَا |
وترفعُنا بكرٌ إليكم وتغلبُ |
فتحدرُكُمْ عبسٌ إلينَا وعامرٌ |
حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا
فالغمرَ فالمرّينِ فالشُّعبَا |
حَلَّتْ تُمَاضِرُ بَعْدَنَا رَبَبا |
أهْلي فَكَانَ طِلابُهَا نَصَبَا |
حَلّتْ شَآمِيَة ً وَحَلَّ قَساً |
تمكنْ لحاجة ِ عاشقٍ طلبَا |
لحقَتْ بأرضِ المنكرينَ ولمْ |
في الأوَّلِينَ زَخارِفاً قُشُبَا |
شَبّهْتُ آياتٍ بَقِينَ لَهَا |
تَمْشي إمَاءٌ سُرْبِلَتْ جُبَبَا |
تَمْشي بِهَا رُبْدُ النّعامِ كمَا |
خانَ الخلِيلُ الوَصْلَ أوْ كذَبا |
ولَقَدْ أرُوغُ على الخلِيلِ إذا |
آلُ الجفاجفِ حولَها اضطربَا |
بِجُلالَة ٍ سَرْحِ النَّجاءِ إذا |
قُصصاً وكانَ لأكمِها سببَا |
وَكَسَتْ لَوَامِعُهُ جَوَانِبَهَا |
مَعْ لِينِها بِمِرَاحِها غَضَبَا |
خلَطَتْ إذا ما السّيرُ جَدّ بها |
بَعْدَ الكَلالِ مُلَمّعاً شَبَبَا |
وكأنَّ أقتادي رميتُ بهَا |
حَرِجاً يُعالِجُ مُظلِماً صَخِباَ |
منْ وحشِ أنبطَ باتَ منكرساً |
خرزاً نقَا لمْ يعدُ أنْ قشُبَا |
لَهَقاً كأنّ سَرَاتَهُ كُسِيَتْ |
شهمٌ يُطرّ ضوارياً كشُبَا |
حتى أتيحَ لهُ أخُو قنصٍ |
والقدَّ معقوداً ومنقضِبَا |
يُنْحي الدّماءَ عَلى تَرَائِبِهَا |
حَتّى تُفَاضِلَ بَيْنَهَا جَلَبَا |
فذأونَهُ شرفاً وكُنّ لهُ |
كاليومِ مطلوباً ولا طلبَا |
حتى إذا الكلابُ قالَ لهَا |
عن نفسِه ونفوسَها ندبَا |
ذكر القِتالَ لها فراجعَها |
حتى إذا ما روقُهُ اختضبَا |
فنَحا بشرّتِهِ لسابقِها |
متباعداً منْها ومقتربَا |
كرهَتْ ضواريهَا اللّحاقَ بِه |
نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالُهُ طُنُبَا |
وانقَضّ كَالدِّرِّيء يَتْبَعُهُ |
رفعَ المنيرُ بكفهِ لهبَا |
يخفَى وأحياناً يلوحُ كمَا |
في النّاسِ ألأمَ مِنكُمُ حَسَبَا |
أبَني لُبَيْنى لمْ أجِدْ أحَداً |
إنَّ الدّواهي تطلُعُ الحدبَا |
وأحقَّ أنْ يرمى بداهية ٍ |
لمْ تُوجدوا رأساً ولا ذنبَا |
وإذا تُسوئلَ عنْ محاتدكُمْ |
ودّعْ لميسَ وداعَ الصّارمِ اللاحِي
إذْ فنّكتْ في فسادٍ بعدَ إصْلاحِ |
ودّعْ لميسَ وداعَ الصّارمِ اللاحِي |
حمشِ اللّثاتِ عذابٍ غيرِ مملاحِ |
إذْ تستبيكَ بمصقولٍ عوارضُهُ |
تُصْبي الحليمَ عَرُوبٍ غير مِكْلاحِ |
وقدْ لهوتُ بمثلِ الرّثمِ آنسة ٍ |
من ماءِ أصْهَبَ في الحانوتِ نَضّاحِ |
كأنّ رِيقَتَها بعد الكَرَى اغْتَبَقَتْ |
أوْ منْ أنابيبِ رمّانٍ وتفّاحِ |
أوْ منْ معتّقة ٍ ورهاءَ نشوتُها |
هلاّ انتظرتِ بهذا اللّومِ إصباحي |
هبّتْ تلومُ وليستْ ساعة َ اللاحي |
فلا محالَة َ يوماً أنّني صاحي |
إنْ أشْرَبِ الخَمْرَ أوْ أُرْزَأ لها ثمَناً |
وكفنٍ كسرَاة ِ الثورِ وضّاحِ |
ولا محالَة َ منْ قبرٍ بمحنية ٍ |
وَاعْمَدْ إلى سيّدٍ في الحيّ جَحْجاحِ |
دَعِ العَجوزَيْنِ لا تسمعْ لِقِيلهما |
فَمَا وَهَبْنا ولا بِعْنا بِأرْبَاحِ |
كانَ الشّبابُ يلهِّينا ويعجبُنَا |
لمستكفٍّ بعيدَ النّومِ لوّاحِ |
إنّي أرقتُ ولمْ تأرقْ معِي صاحي |
كما استْتَضاءَ يَهوديٌّ بِمِصْباحِ |
قد نمتَ عنّي وباتَ البرقَ يُسهرني |
في عارِضٍ كمضيءِ الصُّبحِ لمّاحِ |
يا منْ لبرقٍ أبيتُ اللّيلَ أرقبُهُ |
يَكادُ يَدفَعُهُ مَن قامَ بِالرّاحِ |
دانٍ مُسِفٍّ فوَيقَ الأرْضِ هَيْدبُهُ |
أقْرَابُ أبْلَقَ يَنْفي الخَيْلَ رَمّاحِ |
كَأنّ رَيِّقَهُ لمّا عَلا شَطِباً |
أعجازُ مُزنٍ يسُحّ الماءَ دلاّحِ |
هبّتْ جنوبٌ بأعلاهُ ومالَ بهِ |
وَضَاقَ ذَرْعاً بحمْلِ الماءِ مُنْصَاحِ |
فالْتَجَّ أعْلاهُ ثُمّ ارْتَجّ أسْفَلُهُ |
ريطٌ منشّرة ٌ أو ضوءُ مصباحِ |
كأنّما بينَ أعلاهُ وأسفلِهِ |
كأنّهُ فاحصٌ أوْ لاعبٌ داحي |
يمزعُ جلدَ الحصى أجشّ مبتركٌ |
والمُستكنُّ كمَنْ يمشي بقرواحِ |
فمَنْ بنجوتِهِ كمَنْ بمحفلِهِ |
شُعْثاً لَهَامِيمَ قد همّتْ بِإرْشاحِ |
كأنَّ فيهِ عشاراً جلّة ً شُرُفاً |
تُزْجي مَرَابيعَها في صَحصَحٍ ضاحي |
هُدْلاً مَشافِرُهَا بُحّاً حَنَاجِرهَا |
منْ بين مرتفقٍ منها ومُنطاحِ |
فأصْبَحَ الرّوْضُ والقِيعانُ مُمْرِعة ً |
جلذيّة ٌ وصلتْ دأياً بألواحِ |
وقَدْ أرَاني أمامَ الحيِّ تَحْملُني |
جرمُ السّواديِّ رضّوهُ بمرضاحِ |
عَيْرانَة ٌ كَأتانِ الضّحْلِ صَلّبَهَا |
وَدَارَ عَلْقَمَة ِ الخَيْرِ بنِ صَبّاحِ |
سقَى ديارَ بني عوفٍ وساكنَهَا |