|
بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ،
تَنْقَدُّ غَيْظا، إذا ما مسَّها الماءُ |
بَينَ المُدام، وبَينَ الماء شَحناءُ، |
بِيضاء وليس بها منْ عِلَّة ٍ داءُ |
حتى تُرَى في حوَافي الكأس أعيُنُها |
منَ اللّطافَة في الأوْهام عَنْقاءُ |
كأنّها حينَ تَمطُو، في أعِنّتِها، |
كأنّها عَلَقٌ، والأرضُ بيضاءُ |
تَبْني سماءً في أرضٍ مُعَلَّقَة ٍ ، |
يُقِلّها مِنْ نجوم الكأس أهوَاءُ |
نُجومُها يَقَقٌ ، في صَحْنِها عَلَقٌ ، |
وَهْمٌ، فتَخْلُفُها في الوَصْفِ أسماءُ |
جلّتْ عن الوَصْف، حتى ما يطالبُها |
كما تَقَسَّمَتْ الأديانَ آراءُ |
تَقَسّمَتْها ظنونُ الفِكر، إذ خفيتْ، |
كأنّه عند رأي العينِ عذْراءُ |
من كفِّ ذي غُنُجِ ، حُلْو شمائلُهُ، |
على المَعالمِ والأطلال بكّاءُ |
له بكيتُ ، كما يبكي النَّولى رجلٌ |
قد سَقَتْني، والصّبحُ قد فَتّقَ اللّيـ
ـلَ، بكأسَينِ، ظَبيَة ٌ حَوْراءُ |
قد سَقَتْني، والصّبحُ قد فَتّقَ اللّيـ |
ــة ِ قَنّى أطْرَافها الحِنّــاءُ |
عَنْ بَنانٍ كأنّها قُضُبُ الفِضّـ |
رُ، وَتُطْوَى في قُمْصِها الأحشاءُ |
ذاتُ حُسْنٍ تُسْجَى بأرْدافِها الأُزْ |
شِ، ضُمورٌ في حَقْوِها وانْطِـواءُ |
قدْ طوَى بَطنَها، على سَعَة ِ العَيْـ |
بِبابِ بُنَيّة ِ الوَضّاحِ ظَبْيٌ،
على ديباجَتَيْ خَدّيْهِ مَاءُ |
بِبابِ بُنَيّة ِ الوَضّاحِ ظَبْيٌ، |
فَيخفَتُ ، والقُلوبُ لهُ سِباءُ |
كمَاءِ الدّنّ يَسكرُ مَنْ رَآهُ، |
إذا رَنَتا، وَيَفعَلُ ما يَشاءُ |
يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ بِمُقْلَتَيْهِ، |
يا راكِباً أقبَلَ مِن ثَهْمِدٍ!
كَيفَ تركْتَ الإبْلَ وَالشّاءَ |
يا راكِباً أقبَلَ مِن ثَهْمِدٍ! |
حَيثُ ترَى التّنّومَ وَالآءَ |
و كيف خلّفتَ لدى قَعْنبٍ، |
ولَمْ يَزَلْ بالمِصْرِ تَنّاءَ |
جاءَ من البدْوِ أبو خالدٍ ، |
سوَى اسمها في النّاسِ أسْماءَ |
يَعرِفُ للنّارِ أبو خالِدٍ |
وَيُتْبِعُ اليَهْياءَ يَهْيَاءَ |
إذا دعا الصاحِبَ يَهْيا به. |
لطيبها كنتَ الغُبَيْراءَ |
لَوْ كُنتَ مِنْ فاكِهَة ٍ تُشتَهى |
حتى نُحَسّى دونها الماءَ |
لا تعبُرُ الحلْقَ إلى داخلي. |
سقاني أبو بشرٍ من الرَّاحِ شَرْبة ً
لَها لَذَّة ٌ ما ذُقْتُها لشرَابِ |
سقاني أبو بشرٍ من الرَّاحِ شَرْبة ً |
مشى في نواحي كرْمها بشِهابِ |
و ما طبخوها، غيرَ أنّ غلامهُ |
إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ،
و انعمْ على الدّهرِ بابنة ِ العنبِ |
إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِ بالطّرَبِ، |
لا تقْفو منه آثارَ مُعْتَقِبِ |
واسْتقبلِ العَيْشَ في غَضارَتِهِ، |
فهْي عجوزٌ، تعلو على الحُقُبِ |
من قَهْوَة ٍ زانَها تقَادُمُها، |
و استنشقتْها سوالفُ الحِقَبِ |
دهْرِيّة ٌ قد مضَتْ شبِيبتُها، |
يذْكو بلا سَوْرَة ٍ، ولا لَهَبِ |
كأنّها في زجاجها قبسٌ، |
و هْي إذا صُفّقتْ من الذهبِ |
فهْي بغير المزاجِ من شَرَرٍ، |
هَيّجَ منها كوامِنَ الشّغَبِ |
إذا جرى الماءُ في جوانبها |
ثُمّ تناهتْ تفترُّ عن حبَبِ |
فاضْطرَبَتْ تحتَهُ تُزاحِمُهُ، |
تدعوكَ أجفانهُ إلى الرّيَبِ |
يا حُسنها من بَنانِ ذي خَنثٍ ، |
لا بصباحِ الحُروبِ والعَطَبِ |
فاذكر صباح العُقارِ، واسمُ به |
و ركضِ خيلٍ على هَلا وهَبِ |
أحْسنُ من موقِفٍ بمُعْتركٍ، |
و صبرُ مستكرهٍ لمنتحبِ |
صَيْحَة ُ ساقٍ بحابسٍ قَدحاً، |
أعطاكَ بين التّقريبِ والخَببِ |
ورِدْفُ ظبيٍ، إذا امتطيتَ به، |
يصلحُ للبارقينِ والسُّحُبِ |
يصلحُ للسّيفِ والقَباءِ، كما |
حَلّ يزيدٌ معاليَ الرُّتَبِ |
حلَّ على وجههِ الجمالُ كما |
يا بشرُ مالي والسّيفِ والحربِ ،
و إنّ نجْمي للّهو والطَّربِ |
يا بشرُ مالي والسّيفِ والحربِ ، |
أكعُّ عند اللّقاءِ والطّلَبِ |
فلا تثِقْ بي، فإنّني رجلٌ |
ألْجَمْتُ مُهْري من جانبِ الذَّنَبِ |
و إن رأيتُ الشُّراة َ قد طلعوا، |
ــتُّرْس، وما بيْضة ٌ من اللّببِ |
و لستُ أدري ما السّاعدانِ، ولا الـ |
أيّ الطّريقَينِ لي إلى الْهَربِ |
همّي، إذا ما حروبهم غلبتْ ، |
معْ كلّ خَوْدٍ تختالُ في السُّلُبِ |
لو كان قصْفٌ، وشُربُ صافية ٍ، |
وجدْتُني ثَمّ فارسَ العربِ! |
والنّومُ عند الفتاة ِ أرشفُها، |