كان المسافرون والسياح والأجانب يفضلون الإقامة في أماكن قريبة من قلب المدينة، وتطل على البحر، مما يساعدهم في حرية التنقل. وكان شرق المرفأ عبارة عن مقابر المسلمين الثلاث : الخارجة والغرباء والشهداء، فضلاً عن منطقة المدوَّر لرملية، مما جعل أنظار أصحاب الفنادق تتجه غرباً نحو منطقة الزيتونة. ففي سنة 1843م، تمّ بناء لوكاندة أنطونيو بيانكي، وهو إيطالي من مالطة، ثم لوكاندة حبيب رزق الله، من الشويفات، وهو أول لبناني عمل في هذه المهنة التي يحتكرها الإيطاليون واليونان. وأنشأ السينيور باتيستا {أوتيل أوروبا} قرب المرفأ سنة 1849م، وفيه نزل الكاتب الفرنسي غوستاف فلوبير، وفي هذه السنة أيضاً دشن أول أكبر أوتيل في المنطقة هو أوتيل (Bellevue d’Antonio Tremseni) ثم بنى نيقولا بسول {أوتيل الشرق الكبير} أو {أوتيل يسول}. وسنة 1863م بنى قسطنطين بوير {أوتيل العالم}، ثم تأسس {أوتيل كونتيننتال}، الذي تحوَّل مع الزمن إلى أوتيل نورماندي، وعرفت المنطقة التي يقع فيها باسمه. وقرب باب السنطية قام {أوتيل فكتوريا الكبير}، ويخص عائلة نجوم. كما كان يوجد {أوتيل غاسمان} (عُرف بعد الحرب العالمية الأولى بإسم أوتيل رويال). وأصبحت منطقة الفنادق مقصداً للسواح والأهالي، لكثرة ما فيها من الفنادق والمقاهي { قصر الحمراء، البحري، الحاج داوود...) والحمامات البحرية، إضافة إلى سينما الكورسال.