أسرار بالغة الخطورة ووقائع تنشر لأول مرة يكشفها في هذا الحوار سعد الدين حسن خالد، أخطرها وأهمها التهديدات السورية التي كانت وجهت للمفتي الشهيد حسن خالد قبل جريمة اغتياله النكراء عام 1989.
حوار ((الشراع)) مع نجل المفتي الشهيد تناول وبالتفصيل مواقف لوالده الراحل أزعجت السوريين ودفعتهم إلى إرسال رسائل تهديد وتحذير له، عبر الهاتف وعبر موفدين وعبر قصف منزله في الرملة البيضاء أو مكتبه في دار الفتوى، إلى درجة دفعته إلى الطلب من شخصيات عدة ومنهم السفير الكويتي بإبلاغ من يريد قتله: ((ليقتلوني إذا أرادوا ولكن لماذا قصف الأبرياء والآمنين؟))
نجل المفتي الشهيد كشف كيف ان والده تصدى لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في طرابلس عندما كان يؤنب زعماء المسلمين لأنهم اختاروا الرئيس سليم الحص خلفاً للرئيس الشهيد رشيد كرامي من دون العودة إليه، مشيراً إلى ان حالة من الانقطاع بين المفتي الشهيد وسوريا أعقبت هذه الواقعة، خصوصاً وان الشيخ الراحل حسن خالد كان يحتج على تخوين الناس وقيام ضباط المخابرات بتوزيع الشهادات بالعروبة التي كان يرى انها لا تنحصر بسوريا فقط بل تشمل كل العرب.
سعد الدين خالد يعرض في هذا الحوار شريطاً من المواقف الهامة للمفتي الشهيد الذي كان همه الأول وحدة اللبنانيين ووقف الحرب، فحرص على إبقاء تواصله مع كل القيادات المسيحية خلال الحرب، معتبراً انه مستهدف بالاغتيال هو والبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.
.. وهذا غيض من فيض في الحوار مع نجل المفتي الشهيد، نعرضه كما يلي:
#اليوم الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد المفتي الشهيد حسن خالد، هل كان المفتي الشهيد في حالة حذر من عملية اغتيال تطاله، وهل من تهديدات تلقاها؟ ممن؟ وماذا كان يقول عنها؟
حتى نتكلم عن هذا الموضوع، يجب ان نعرف شخصية المفتي الشهيد حسن خالد وما هي الامور التي حكمت هذه الشخصية، لقد حكمت شخصيته ثلاثة امور: الامر الاول ايمانه المطلق بالله سبحانه وتعالى، وبالقضاء والقدر. ثانياً، تربيته الاسلامية والعربية المحافظة جداً. ثالثاً دراسته لعلم المنطق والتوحيد التي تركت اثراً على مناحي تفكيره وطريقة عمله وأسلوبه بالاستماع وقدرته على الحوار. فهذه الامور حكمت شخصيته في كل عملٍ كان يقوم به خلال توليه منصب الافتاء، وخلال عمله منذ تولي مناصب عدة في القضاء وغيره. من هنا نستطيع القول، ان المفتي خالد رحمه الله كان على علم بأن هناك محاولات كثيرة لاغتياله.
كان الشيخ الشهيد يعيش التهديدات بالقتل من خلال مراسلات ومن خلال اتصالات عبر الهاتف، كتهديدات مبطنة، ومن خلال اشخاص كانوا يوفدون اليه، وكان يستمع اليهم، بكل هدوء واصغاء وايماناً منه بالله تعالى، انه لن يغير موقفه مهما كلف الثمن، لان هذا الموقف ليس موقف حسن خالد، وانما هو موقف يشعر من خلاله مع اللبنانيين، مع ديمومة لبنان ومع الحفاظ على الحق والعدالة والمساواة والمحافظة على البلد والمفاهيم التي تكلمنا عنها.