آل شبيب (العشي)
شبيب العشي من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، والتي تعود بجذورها إلى قبائل بني شبيب العربيّة التي قامت بدور كبير في التاريخ والفتوحات العربيّة في العراق ومصر وبلاد الشام. برز منها عبر التاريخ القائد قحطبة بن شبيب (ت 749 م) صاحب أبو مسلم الخراساني في إقامة الدعوة العباسية. ويشير تاريخ أسرة شبيب البيروتيّة إلى أن أجدادها قدموا من العراق إلى فلسطين وسوريا ولبنان لا سيما إِلى بيروت في العهد العثماني، وتوزعت الأسرة في مناطق بيروتية عديدة، وفي بيروت أضيف إلى اسمها الأصلي اسم العشي، وذلك ابتداءً من عام 1932 تميـيزاً لها عن أسرة شبيب وأسرة العشي التي لا رابط معها سوى الاسم، مع أهمية الإشارة إلى أن بعض الأسر المسيحية والشيعية حملت اسم شبيب فحسب. وأشهر من برز من الأسرة المسيحية مرعي شبيب الذي عاش في زمن الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير. كما برز من أسرة شبيب الشيعية محمد علي بك شبيب، وأخوه حسين بك شبيب اللذان قادا ثورة ضد الأمير بشير الشهابي الثاني الكبير.
وعرف من الأسرة البيروتيّة في التاريخ المعاصر السادة: أحمد، وأمين، وتوفيق، وحسن، وزهير، وسعد الدين، وسمير توفيق، وعفيف، ومحمد، ومحمود وسواهم.
ومما يلاحظ بأن بيروت عرفت أسرة المصري العشي عرف منها السيد رشاد المصري العشي.
وشبيب لغة من الشباب، بل في اللغة العربيّة هو الأكثر شباباً وفتوة وجمالاً، وقد أطلق هذا اللقب على إحدى قبائل العرب نسبة لأحد أجدادها. أما لقب العشي فهي مهنة أعطيت لقباً لمن يعد العشاء للسلاطين والأمراء، ثم باتت لقباً لمن يعد الطعام في المطاعم والفنادق.
وفي عام 1997 قدَّم لي الأخ والصديق سمير شبيب (العشي) مواليد بيروت عام 1946 – أحد متخرجي كلية التجارة في جامعة بيروت العربيّة عام 1970 – قدم لي بعض المعلومات عن جذور عائلته نثبت نصها كما يلي:
عائلة شبيب في بيروت: الأصل والنسب:
في بداية القرن التاسع عشر ميلادي هاجر من مدينة دمشق في الشام محمد بن سليمان شبيب، وتوجه إلى مدينة صيدا وسكنها وتزوج فيها من آل شهاب وأنجب ثلاثة ذكور:
1- سليم شبيب: توطن في مدينة صيدا، وبقي فيها وتزوج وأنشأ عائلة وذريته وأحفاده موجودون في صيدا إلى الآن.
2- أحمد شبيب: رحل إلى مدينة يافا في فلسطين وسكنها وأنشأ فيها عائلة وذرية وأحفاد ولكنهم اضطروا جميعاً فيما بعد للهجرة منها عام 1948 عام النكبة وتفرقوا في عدة بلدان في دمشق وبغداد وعمان ودول الخليج العربي وفي بلاد المهجر في الولايات المتحدة الأميركية.
3- محمود شبيب: رحل من مدينة صيدا وتوجه إلى مدينة بيروت آنذاك وسكن في باطنها واستقر حوالي منتصف القرن التاسع عشر (1840 ميلادية) وهو الجد الأعلى لعائلة شبيب ومؤسسها في بيروت.
لقد كان وقت ذاك فتى شاباً في مطلع حياته، اشتغل وعمل في المستشفى العسكري العثماني التركي في بيروت والذي كان يعرف باسم (الخستة خانة) مكان مجلس الإنماء والإعمار حالياً. بمهنة «عشي».
وكما كان يقال بأن «الصنعة نسب» وبمرور الأيام والسنين والزمن فقد غلبت مهنته «العشي» على اسم عائلته وكنيته «شبيب» وتسمى منذ ذلك الوقت بالمهنة التي يشتغلها. وكان هذا من تقاليد وعادات أهالي بيروت آنذاك. فأصبح لقبه وكنيته مشتقاً من مهنته «العشي». شأنه شأن كثير من عائلات بيروت الذين لقبوا بالمهن التي يشتغلونها وعلى سبيل المثال: عائلات قباني والحلواني والفاخوري والخياط والحلاق والحداد... الخ وقد اشتهر بهذا اللقب مع أبنائه وأحفاده عشرات السنين إلى حين صدور حكم مبرم من محكمة الأحوال الشخصية في بيروت باسترداد وإثبات الشهرة الأصلية لهم أي شهرة وكنية شبيب.
وهنا نذكر بأن محمود شبيب هذا اللقب بالعشي، كان قد تزوج في بيروت من فاطمة المصري وأنجب منها ثلاثة ذكور: أحمد ومحمد ومصباح الذين امتهنوا تجارة «مال القبان» في أسواق بيروت القديمة. وأنجب أيضاً ابنتين: «منصورة» وهي والدة دولة رئيس وزراء لبنان الأسبق الحاج حسين عويني. والأخرى «إلهامه» وتزوجت من آل العويني أيضاً.
علماً بأن محمود هذا توفي ودفن في المقبرة المعروفة باسم «الخارجة» شمال شرق ساحة «البرج» الشهداء في بيروت. ومن ثم وبعد هدمها وإزالتها نقلت رفاته إلى مقبرة الباشورة.
وبالعودة إلى أحد أبنائه: أحمد بن محمود العشي شبيب فقد تزوج من نفيسة منيمنة ابنة الشيخ محمود منيمنة إمام مسجد البسطة التحتا آنذاك «والدتها من آل الحشوي» وأنجب منها أربعة ذكور: فؤاد وتوفيق وسعد الدين ومحيـي الدين. ونذكر بأن أحد أبنائه: توفيق بن أحمد العشي شبيب مواليد عام 1897 ميلادية امتهن التجارة والصناعة وهو من أوائل من أسس وأنشأ مصنعاً للسمن الصناعي المعروف باسم «الماركرين» وتجارة الزيوت النباتية في عهد الانتداب الفرنسي عام 1922 ميلادي من القرن العشرين مع شريكه: «كامل محمد الطويل» في شارع الأمير أمين في محلة «السور» جنوب ساحة رياض الصلح في بيروت إلى أن امتهن أخيراً تجارة البناء والعقارات لحين وفاته عام 1985 ميلادي.
ومن أبناء توفيق المذكور: عدنان وهو مهندس استشاري مدني في المملكة العربيّة السعودية، وسمير (كاتب هذه المعلومة) في مجال الأعمال والتجارة. وأحمد ومحمد والشيخ جمال الدين «رئيس الهيئة الإسلاميّة للإعلام».
وبالعودة إلى أحمد شبيب «العشي» وبالإضافة لأبنائه الذكور الأربعة المذكورين أنجب سبعة إناث إحداهن فاطمة والده المهندس والوزير السابق الأستاذ محمد غزيري، والأستاذ محمود والمهندس نور الدين ويوسف غزيري. ومن أحفاده نذكر الأستاذين سعيد ومصطفى والمهندسون عبد الرحمن وعفيف وفاروق والمهندس وليد ووفيق غزيري وسعيد مصطفى شهاب وخضر وسامي ياسين.
ومن عائلة شبيب في بيروت أيضاً: الأستاذ محمود مصباح شبيب وهو من قدماء موظفي جامعة بيروت العربيّة المعروفين (مسجل كلية العلوم الصحية). والمهندس زهير ووليد سعد الدين شبيب وإخوانهم.
وأخيراً، وللعلم فإن عائلة شبيب كما هو ثابت وموثق يرجع نسبها الشريف وأصلها إلى الإمام الحسين بن علي (كرم الله وجهه) وابن فاطمة الزهراء ابنة رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام) ويتسلسل نسب العائلة وينحدر من الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه) إلى الآن مروراً بجدهم الأعلى: محمود بن محمد بن سليمان بن حسين بن عبد الرازق شبيب. (وهذا مذكور ونقلاً عن النسب الأصلي الموثق للعائلة المعروف بشجرة العائلة ومن وقف آل شبيب في دمشق أباً عن جد).