آل اليافي (أبو النصر اليافي)
أسرة اليافي من الأسر البيروتيّة المعروفة، أصلها من مدينة يافا في فلسطين وقيل من دمياط، وقد نبغ منها علماء بينهم العلامة الشاعر محيى الدين بن عمر البكري اليافي، كان مدرساً وإماماً في الجامع العمري الكبير وعضواً في مجلس ولاية بيروت، والعلامة الشاعر الشيخ عمر أبو النصر اليافي الذي منحه السلطان عبد المجيد العثماني أرضاً واسعة في بيروت أقيم عليها مسجد وسوق أبو النصر، ومنهم بديع اليافي أحد مؤسسي جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت عام 1878م، والشيخ عبد الكريم بن عمر أبو النصر اليافي 1863م-1923م هو نجل الشيخ أبو النصر بن الشيخ عمر اليافي، كما وكان الشيخ عمر يٌلقب باسم الشيخ أبو الوفاء قطب الدين عمر بن محمد البكري اليافي، الدمياطي الأصل، اليافي المولد، تتلمذ على شيوخ عصره في فلسطين ومصر، وجال في بلاد الشام والحجاز، له قصائد ورسائل دينيّة عديدة .
أشتغل الشيخ عبد الكريم بالأمور الدينيّة والسياسيّة، وهو صاحب صحيفة الجامعة العُثمانيّة الصادرة في العام 1908م، وقد سبق أن منحه السلطان عبد الحميد الثاني رتبة المشيخة، كما أًصبح نقيباً للأشراف في بيروت، ومنهم الدكتور عبد الله اليافي 1900م- 1986م الذي أصبح نائباً عن بيروت منذ عام 1932م، ثم رئيساً للوزراء عدة مرات في عهد الاستقلال .
والجدير بالذكر أن أسرة اليافي هي شعبتان : الأولى شعبة اليافي، والشعبة الثانيّة أبو النصر اليافي، هما على صلة النسب، ومنهم الشيخ محيى الدين أفندي البكري اليافي 1803-1886م، المعروف بالدمشقي الحنفي، كان عالماً وفقيهاً، ولد في دمشق وتلقى العلم على علمائها ومشايخها، وتوسع في الفقه الحنفيّ، نزل بيروت في عام 1843م، وأقام فيها وتوطنها ثم تولى التعليم، كما تولى منصب الإفتاء والقضاء في بيرو ، وكان موضع ثقة، له العديد من المؤلفات .
تاريخ العائلة و نشأة اللقب " آل اليافي"
يعود نسب آل اليافي إلى سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من الناحية اللغوية يعود لقب آل اليافي نسبة إلى مدينة يافا في فلسطين.
خرج جدود العائلة مهاجرين من مكة المكرمة إلى بلاد المغرب العربي. وانتقل أجداد العائلة مع الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الأندلس.
انتقلت العائلة بعد ذلك واستقرت في دمياط مصر.ومن دمياط انتقل محمد بن محمد بن صالح ( والد عمر) إلى يافا في فلسطين حيث ولد الشيخ عمر عام 1173 هجري الموافق 1759 م.
بدأ الشيخ عمر في طلب العلم في يافا و منها انتقل إلى نابلس ومن ثم تابع إلى مصر حيث درس في الأزهر الشريف ومن ثم انتقل إلى غزة إلى أن وصل دمشق و أخذ عن مشايخها سنة 1198 هجري.
تجول الشيخ عمر في البلاد الشامية و الحجاز ناشراً العلم ومقيماً الأذكار الصوفية.
يعتبر الشيخ عمر اليافي أول من سجلت كتب التاريخ والفقه والشعر نسبه ولقبه ل " آل اليافي" وذلك نسبة لمكان ولادته في يافا فلسطين.
استوطن الشيخ عمر دمشق الشام واتخذ مقراً له في الجامع الأموي يعرف بمشهد اليافي حيث أقام الدروس و الأذكار.
في القرنين التاسع عشر و العشرين انتشر أبناء عائلة اليافي في سورية ( دمشق و حمص) ولبنان ( بيروت و طرابلس) ومصر.
في منتصف القرن التاسع عشر انتقل عبد البديع اليافي إلى جدة و استقر فيها و بذلك أسس فرعاً للعائلة من جديد في الحجاز/ المملكة العربية السعودية.
ومن الجدير بالذكر أن عائلة أبو النصر في لبنان و فلسطين والمدينة المنورة وعائلة الزهري في حمص ( سورية ) تعودان في نسبيهما إلى آل اليافي، حيث ينتسب آل أبو النصر إلى الشيخ محمد أبو النصر بن عمر اليافي وينتسب آل الزهري إلى الشيخ محمد الزهري بن عمر اليافي.
هي من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس، وتعتبر الأسرة من الأسر المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف، من ذرية الإمام الحسين (رضي الله عنه) التي توزعت في المغرب العربي، وبلاد الحجاز وفي يافا ودمشق وحمص، ومن ثم في بيروت المحروسة (الدرر البهية، ص 325). وقد أشارت الوثائق والمصادر التاريخية وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى توزع أسرة اليافي إلى عدة فروع منها:
1- أبو النصر اليافي التي توطنت في يافا وطرابلس وبيروت المحروسة.
2- البكري اليافي التي توطنت في يافا ودمشق وبيروت المحروسة.
3- الزُهري البكري اليافي التي توطنت في يافا ودمشق وبيروت المحروسة.
4- اليافي التي توطنت في يافا وبيروت المحروسة.
5- العزوني اليافي التي توطنت في العزونية ويافا وبيروت المحروسة.
6- أبو النصر النصري اليافي الخلوتي التي توطنت في دمياط وغزة ويافا ودمشق.
ويقول السيد عمر أبو النصر بن طارق اليافي الطرابلسي: «بأن الأسرة شاركت في فتوحات الأندلس، ومنها وصل أفراد إلى المغرب، ثم إلى دمياط والقاهرة، وهناك عاش الشيخ محمد الدمياطي (الشيخ محمد اليافي) ورحل معه ولده محمد الثاني إلى يافا، وفيها أنجب الشيخ محمد اليافي الملقب بالزهري، والذي توفي في دمشق عام 1277هـ، والشيخ محيي الدين اليافي مفتي بيروت الذي توفي عام 1304هـ، والشيخ محمد أبو النصر اليافي. ومن أولاد الشيخ محيي الدين اليافي السيد عبد الغني والد عارف والد الرئيس عبدالله اليافي الذي تولّى رئاسة الحكومة في لبنان أكثر من مرة... أما الشيخ محمد أبو النصر فقد ولد في بيروت المحروسة عام 1801م، وتوفي في مصر عام 1861م. وكان من أشهر علماء التصوّف في عصره، إذ برع في الحديث والعلوم الفقهية، فبات من كبار علماء الشرع الإسلامي، وبذل الكثير من ماله من أجل إحياء النهضة العلمية في بيروت، ومن ثم انتقل إلى استانبول، وبعد عودته إلى بيروت أقام زاوية للمتصوفين وبناءً مؤلفاً من ثلاث طبقات وبيتاً للضيافة عرفت باسم زاوية أبو النصر، وأقام سوقاً عرف باسم سوق أبو النصر...» (مجلة الوسط، بيروت، العدد الأول – أيلول 2010).
كما أشارت المصادر التاريخية إلى إسهام الأسرة في الفتوحات العربية، وفي الدفاع عن الثغور والبلاد العربية، وقد برز منها عبر التاريخ الكثير من العلماء والفقهاء والسياسيين
منهم:
◄أولاً: الشيخ عمر اليافي (1759-1818)
هو العالم والفقيه والشاعر عمر اليافي، المعروف باسم الشيخ عمر أفندي اليافي البكري الخلوتي أبو الوفاء قطب الدين (1759-1818) شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط في مصر، ومولده بيافا في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي في دمشق. له ديوان شعر مطبوع ورسائل. وهو أستاذ وشيخ مفتي بيروت المحروسة الشيخ عبد اللطيف فتح الله (ديوان المفتي، ص 96، 97).
هذا، وقد قال فيه البيطار وزيدان والزركلي ما يلي:
هو عمر بن محمد البكري بن عمر اليافي الحنفي. أصل عائلته من المغرب، هاجرت إلى مصر، واستوطنت دمياط، ومنها هاجرت إلى فلسطين. ولد في يافا، ونشأ في حجر والده، ثم رحل إلى مصر في أواخر القرن الثاني عشر الهجري يطلب العلم في الأزهر الشريف، على عادة طلاب العلم في ذلك العصر. ثم عاد إلى مسقط رأسه، وجال في أنحاء الشام والحجاز ومصر لإقامة الأذكار ونشر العلم والإرشاد، إلى أن نزل أخيراً في دمشق سنة 1198هـ/ 1784م. فأخذ في دمشق عن جملة من شيوخها، واتخذ له في الجامع الأموي حجرة كبيرة. وكان من كبار المتصوفين. وفي زمانه عُهد إليه بمشيخة الطريقة الخلوتية في بلاد الشام. وهو الذي عمّر «زاوية أبي النصر» في بيروت، الواقعة خلف مقهى «القزاز» في ساحة الشهداء. وكان له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب، وكتب بعض الرسائل فيها. وله أشعار جمعها وطبعها حفيده الشيخ عبد الكريم أبو النصر اليافي، نقيب السادات الأشراف في بيروت سنة 1893. وتوفي الشيخ عمر في بيروت سنة 1818، عن عمر ناهز الستين عاماً (جرجي زيدان، «تاريخ آداب اللغة العربية»، الجزء الرابع، مصر 1937) (خير الدين الزركلي، «الأعلام»، الجزء الخامس (بيروت 1980) (عبد الرزاق البيطار، «حلية البشر في أعيان القرن الثالث عشر» (دمشق، 1961-1963)، الجزء الثاني) (عادل منّاع، أعلام فلسطين في أواخر العهد العثماني (1800-1918) مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت 1997، ص 369).
◄ثانياً: مفتي بيروت العلّامة الشيخ محيي الدين البكري اليافي (1803-1886)
كما برز أنجال الشيخ عمر اليافي في مقدمتهم العلّامة الشيخ محيي الدين بن عمر البكري اليافي (1218-1303هـ، 1803-1886) المعروف بالدمشقي الحنفي. كان عالماً وفقيهاً، ولد في دمشق، وتلقّى العلم على علمائها ومشايخها، وتوسّع في الفقه الحنفي. نزل بيروت شاباً وقد أقام فيها وتوطنها، ثم تولّى التعليم فيها. ونظراً لمكانته العلمية والفقهية فقد عيّنته الدولة العثمانية في منصب «مفتي بيروت» وقاضي بيروت عام 1266هـ وكان موضع ثقة. كما كان مدرّساً وإماماً في الجامع العمري الكبير، وعضواً في مجلس ولاية بيروت. له مؤلفات مخطوطة، كان صديقاً لأحمد أفندي الصلح مترجم المشير الهمايوني وشيخ صلح، كما كان صديقاً لعبد الفتاح آغا حمادة متسلم بيروت.
أعطي في سجلات المحكمة الشرعية في بيروت عدة ألقاب منها: عمدة الطلبة الكرام، افتخار الطلبة الأنجاب، الأفندي، السيد، الشيخ محيي الدين أفندي البكري اليافي فخر الفضلاء ووكيل أمراء آل ارسلان عام 1259هـ-1843م (خليل مردم بك: أعيان القرن الثالث عشر، ص 146-147، الشيخ محمد جميل الشطي: أعيان دمشق في اللغة العربية، جـ4، ص 265، عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، جـ2، ص 209، السجل 1259هـ من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، عدة صفحات، د. حسان حلاق، التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في بيروت، ص 71-72، جرجي زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية، جـ4، ص 265).
◄ثالثاً: الشيخ محمد الزهري البكري اليافي
وبرز من الأسرة شقيق الشيخ محيي الدين بن عمر البكري اليافي، «فخر المشايخ الخلوتية الشيخ محمد الزُهري البكري اليافي» مما يلاحظ عن وجود لقب جديد لأحد علماء العائلة (حسان حلاق: أوقاف المسلمين في بيروت في العهد العثماني، ص 134) كما برز من الأسرة الشيخ خالد اليافي ابن الشيخ محمد أبو النصر اليافي.
◄رابعاً: العلّامة الشيخ أبو النصر بن الشيخ عمر اليافي
كما برز من الأسرة شقيقهما العلّامة الشيخ أبو النصر بن الشيخ عمر اليافي الفقيه والعالم والشاعر الشهير، الذي كان مقرّباً من السلطان عبد المجيد الأول (1839-1861) فمنحه أرضاً وقفية في باطن بيروت شُيّد عليها زاوية أبو النصر وسوق أبو النصر وبعد أن تم شراء أراضٍ محاذية، فقد أقيم مكانهما جامع محمد الأمين (صلى الله عليه وسلم). كما عرفت بيروت المحروسة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر باب أبو النصر، وهو أحد أبواب بيروت المحروسة الذي كان مدخله من الجهة الغربية لساحة الشهداء بالقرب من بن عازار ومقهى الزجاج.
◄خامساً: نقيب السادة الأشراف العلّامة الشيخ عبد الكريم أبو النصر اليافي (1863-1933)
كما برز من الأسرة نجله العلّامة الشيخ عبد الكريم أبو النصر بن الشيخ عمر اليافي (1863-1933) الذي كان مقرّباً من السلطان عبد الحميد الثاني (1867-1909) عاش وتلقّى العلم في كنف والده الشيخ أبو النصر اليافي. كان الشيخ عبد الكريم أبو النصر اليافي عالماً وفقيهاً ومفسراً ومحدثاً، أغنى العلوم الشرعية في بيروت المحروسة، ثم انتخب عضواً لمحكمة الاستئناف في بيروت، ومنحه السلطان عبد الحميد الثاني رتبة المشيخة. أنشأ صحيفة «الجامعة العثمانية» وظهرت نزعته الإسلامية والوطنية، واستطاع في سنوات الحرب العالمية الأولى (1914-1918) أن يؤدي خدمات جليلة لبيروت المحروسة وللبيارتة. كان رجلاً إصلاحياً، وقد أشار سليم علي سلام (أبو علي) في مذكراته ص 134، من أن الشيخ عبد الكريم أبو النصر اليافي كان عضواً في جمعية بيروت الإصلاحية عام 1913. كما أصبح نقيباً للسادة الأشراف عام 1916 بعد وفاة نقيب السادة الأشراف العلّامة الشيخ عبد الرحمن الحوت، وبذلك يعتبر الشيخ عبد الكريم أبو النصر اليافي آخر نقيب للسادة الأشراف في بيروت المحروسة. له مؤلفات مخطوطة. توفي في بيروت المحروسة في أوائل شباط عام 1933 (كامل الداعوق: علماؤنا، ص 104-105).
◄سادساً: العلّامة الشيخ محمد أبو النصر النصري اليافي الطرابلسي
أشار مفتي بيروت الشيخ عبد اللطيف فتح الله (1766-1844) في ديوانه، ص 48، إلى العلّامة الشيخ محمد أبي النصر النصري، الطرابلسي المولد، البيروتي الأصل.
◄سابعاً:
كما برز من أسرة أبو النصر اليافي استناداً إلى السجل (1259هـ-1843م) السيد عبد الغني اليافي، كما برز من الأسرة الوجيه البيروتي السيد محمد عبد البديع ابن الشيخ محيي الدين ابن الشيخ عمر اليافي عضو مؤسس لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت عام (1295هـ-1878م) وعرف باسم بديع اليافي. كما برزت السيدة خديجة بنت الشيخ عمر شبقلو والدة السيد بديع اليافي التي وقفت أوقافاً خيرية لجمعية المقاصد.
◄ثامناً:
طارق أبو النصر اليافي (1922-1959)
وعرف من أسرة اليافي السيد طارق أبو النصر اليافي الطرابلسي قنصل لبنان الفخري في الهند، كما برز نجله السيد عمر اليافي أحد متخرّجي الجامعة الأميركية في بيروت في إدارة الأعمال، وهو رجل أعمال يعمل بين لبنان ودول الخليج العربي ضمن مجموعة سعادة القنصل خالد الداعوق.
أما فيما يختص بالسيرة الذاتية الموجزة للمرحوم السيد طارق أبو النصر اليافي الطرابلسي قنصل لبنان الفخري في الهند، فهي على النحو التالي:
1- مواليد القاهرة، وهو من أصل طرابلسي.
2- التحق في مدارس الفرير في دمشق، ثم التحق بمدارس عاليه، ثم تخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت.
3- عاش في دمشق في كنف خاله السيد أبو الهدى اليافي.
4- تزوج طارق اليافي من ابنة عمه السيدة سعاد كريمة محمد اليافي، وذلك قبل سفره إلى الهند.
5- عاش في الهند لمساعدة والده السيد غالب أبو النصر اليافي الذي كان من كبار تجار الخيطان والغزل والنسيج، وهو الذي أسّس معامل للأقمشة في مدينة بومباي في الهند.
6- تابع دراسة العلوم الاقتصادية والمصرفية بالمراسلة مع إحدى الجامعات في لندن.
7- عاد طارق اليافي من الهند إلى طرابلس عام 1951، وبعد أن سبقه إليها عام 1943 والده السيد غالب أبو النصر اليافي.
8- كان طارق اليافي من مؤسسي الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن أصدقاء المؤسس أنطوان سعادة.
9- خاض الانتخابات النيابية عن مدينة طرابلس أكثر من مرة، ولم يحالفه الحظ.
10- عاد مجدداً للأعمال التجارية في عدة دول في العالم مثل الهند وباكستان وسوريا.
11- تولّى عام 1955 منصب مدير طيران الشرق الأوسط في بغداد عام 1955.
12- عمل مسؤولاً في بنك انترا في سويسرا.
13- توفي شاباً في مدينة طرابلس عن (38) عاماً.
14- له من زوجته السيدة سعاد اليافي كل من المرحوم سامي، وعمر.
◄تاسعاً:
عرف من أسرة اليافي وأبي النصر اليافي محمد اليافي محافظ طرابلس عام 1906، كما عرف من الأسرة مصطفى أبو النصر اليافي أحد المشتغلين في الميادين السياسية والاجتماعية، المرشح عن الانتخابات النيابية في بيروت قبل عام 1975. كما برز من الأسرة نجله الدكتور موفق أبو النصر اليافي النقيب السابق للمحاسبين المجازين في لبنان، مرشح عن الانتخابات النيابية في بيروت عام 2000، وهو يعتبر من الشخصيات الناشطة في الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية وصاحب مؤسسة كبرى في المحاسبة المالية.
ونظراً للإسهامات السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية للسيد مصطفى أبو النصر اليافي، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة:
◄عاشراً:
مصطفى عبد الفتاح اليافي (1927-2011)
1- مواليد طرابلس عام 1927.
2- تلقّى علومه في مدارس طرابلس وبيروت المحروسة.
3- تخرّج من جامعة القاهرة في عام 1951 من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
4- أسّس في العام 1975 بالتعاون مع الدكتور بشارة الدهان طلائع الدفاع عن الوحدة الوطنية اللبنانية حيث آمن بلبنان الواحد غير المقسّم وغير الطائفي وغير المذهبي.
5- قام بإصدار العديد من البيانات السياسة لشجب حالة التشرذم السياسي.
6- كان ينادي بقيام الدولة والقانون رغم كل الاعتراضات، ورغم أجواء الانقسام التي كانت تسيطر على مختلف المناطق اللبنانية.
7- أشرف وأسّس في منتصف العام 1975 مع مجموعة من الأصدقاء مستوصف لبنان الشعبي الخيري حيث استمر يعمل ويقدّم الخدمات الصحية المختلفة لغاية عام 2003.
8- كان أحد ثلاثة مراكز طبية استمرت بالعمل طيلة فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عام 1982 من بينها مستشفى الجامعة الأميركية ومستوصف النجدة الشعبية في وادي أبو جميل.
9- أولاده السادة: عبد الفتاح (عبود)، موفق، محمد حمادة، رائد، رشا وفرح.
10- توفي – رحمه الله – في شباط عام 2011.
ونظراً لإسهامات نجله الدكتور موفق أبو النصر اليافي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة:
◄الحادي عشر:
د. موفّق أبو النصر اليافي
1- مواليد بيروت المحروسة عام 1956.
2- دكتوراه دولة في الاقتصاد السياسي – الجامعة اللبنانية عام 1998.
3- دراسات عليا في العلوم السياسية والإدارية – الجامعة اللبنانية عام 1989.
4- إجازة في العلوم السياسية – الجامعة اللبنانية الأميركية عام 1985.
5- إجازة في المحاسبة – جامعة بيروت العربية في بيروت عام 1977.
6- عضو في لجنة التدقيق الأوروبية لجرانت ثورنتون العالمية.
7- عضو في مجلس كلية إدارة الأعمال – جامعة بيروت العربية في بيروت.
8- خبير محلف لدى المحاكم اللبنانية.
9- عضو مجلس إدارة جمعية الضرائب العربية.
10- عضو المجلس الدولي لمعايير التدقيق والتحقق (2002-2004).
11- نقيب خبراء المحاسبة المجازين في لبنان (1996-2000 و2002-2004).
12- الأمين العام للمنظمة العربية لخبراء المحاسبة القانونيين (2000-2010).
13- عضو مجلس إدارة جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين في الشرق الأوسط.
14- عضو المجلس الأعلى للمحاسبة (1994-2006).
15- عضو مؤسس للجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية.
16- رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية للشركات – غرفة التجارة الدولية.
17- بالإضافة إلى خبراته العملية، فهو عضو مؤسس في نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان وفي المنظمة العربية لخبراء المحاسبة القانونيين.
18- ينشط حالياً في مجال محاربة الفساد وتحسين الشفافية عن طريق إعادة هيكلة القطاع العام، من خلال التنظيم والمشاركة في العديد من الندوات وورش العمل حول هذا الموضوع.
19- أدار وشارك في العديد من مهام التدقيق والمهام الخاصة في مؤسسات القطاع العام. أهم هذه المؤسسات: مرفأ بيروت، مجلس تنفيذ المشاريع الإنشائية، وزارة الإعلام، تلفزيون لبنان.
20- أدار وشارك في العديد من مهام التدقيق في القطاع الخاص: البنوك، شركات التأمين، الشركات الصناعية و التجارية، وفي المنظمات التي لا تهدف إلى تحقيق الربح وبشكل خاص تلك المموّلة من منظمات دولية.
21- المهمات التي قام بها تشمل تقييم ومراجعة برامج التدقيق، تقييم الضبط الداخلي، معرفة ردّة فعل الزبون على كيفية إتمام المشاريع، معرفة كل نواحي التقدم في العمل، والتعاطي مباشرة مع السلطات الضريبية.
22- كجزء من الفريق الإداري اشتملت مهامه على التعاطي المستمر مع الزبائن، المفاوضة حول شروط العقد لتحديد الأجر، متابعة تقدم العمل خلال فترة العقد وفقاً للوقت المحدد لإتمام المهام.
23- مسؤول عن تمرين الفريق العامل في غرانت ثورنتون والتنسيق مع غرانت ثورنتون العالمية في الأمور المتعلقة بضبط الجودة وبرامج التدريب.
24- كجزء من الفريق الإداري في جرانت ثورنتون - لبنان، فقد أشرف على إعداد الدليل الشامل للضرائب على الدخل في لبنان والذي أحتوى على جميع القوانين، المراسيم، والمذكرات المتعلقة بضرائب الدخل والأملاك المبنية ورسم الانتقال بشكل مترابط ومصنف للتسهيل.
25- مساعدة الشركات عن طريق توفير التحاليل لاستثماراتهم، تخطيط ضريبي، وغيرها من الخدمات المحاسبية التي تساعدهم في إدارة مواردهم المالية.
26- مراجعة التصاريح الضريبية للشركات وحل النزاعات التي تنشب بين الشركات والسلطات الضريبية.
27- تمثيل العملاء خلال الدرس من قبل السلطات الضريبية، وإعداد ومتابعة الاعتراضات على قراراتها.
28- استشاري مالي، اشتمل المهام على خدمات محاسبية بحتة، وضع ومراقبة الموازنات، إعداد البيانات المالية ومراجعة العمليات، التحليل المالي والتخطيط، التنبؤ بالظروف المستقبلية والتخطيط المستقبلي، وتقييم الأعمال.
29- استشاري إداري وتنفيذ العديد من مهام الاستشارات الإدارية التي اشتملت على تحديد نقاط الضعف، تحديد البدائل والمساعدة في تطبيق الحلول العملية والمفيدة. هكذا مهام احتاجت إلى إقامة دراسات خاصة حول هيكلية الشركات، فعالية الأفراد، التعويضات والعائدات، تحليل التكاليف، ودراسات الجدوى، بالإضافة إلى الإسهام في أعداد وتطوير الأنظمة المالية والإدارية.
30- يتقن اللغات: العربية والإنجليزية والفرنسية.
كما برز أشقاء د. موفق اليافي المرحوم السيد عبد الفتاح مصطفى أبو النصر اليافي المتوفى في 31 تشرين الأول 2011، ومحمد ورائد مصطفى أبو النصر اليافي.
كما برز من الأسرة سليم أبو النصر اليافي الوزير المفوض السابق في جامعة الدول العربية، كما تولّى مناصب إدارية عليا في الجامعة. وبرز من الأسرة الإعلامي الكبير المخضرم عبد الكريم أبو النصر اليافي صاحب المقالات الشهيرة في صحيفة «النهار» وفي الصحف العربية الأخرى، وهشام أبو النصر أحد المسؤولين السابقين في المصرف المركزي في لبنان، والموسيقار والملحن اللامع خالد أبو النصر اليافي أحد المسؤولين لعقود طويلة في الإذاعة اللبنانية في القرن العشرين.
وعرف من الأسرة السادة: أحمد عيد اليافي، حامد، والصديق حسان عبد الغني اليافي، خالد أبو النصر، سعد الدين خالد أبو النصر اليافي، درويش اليافي، طاهر اليافي، طلحة أبو النصر، طلعت، والمحامي رجل الأعمال عارف عبدالله اليافي، عمرو طارق، غازي عبد الرزاق، سليم، محمد أمين، محمد عصام عبد الغني، محمد عوني أبو النصر اليافي، محمد بك اليافي، نور الدين عارف، هاني، هلال عبد الرزاق، واثق عبدالله اليافي وسواهم.
برز من أسرة اليافي في بلاد الشام السيد عارف اليافي بن عبد الغني بن مفتي بيروت المحروسة الشيخ محيي الدين البكري اليافي. ومن أولاد عارف اليافي السادة: عبد الغني، الضابط محمد اليافي (قائمقام جزين فيما بعد)، ودولة الرئيس عبد الله عارف اليافي (1901-1986) من مواليد بيروت عام 1901.
تلقى علومه في الكلية الإسلامية العثمانية لصاحبها الشيخ أحمد عباس الأزهري. ثم انتقل إلى الآباء اليسوعيين، فدرس في معهد الحقوق، ونال إجازته عام 1923، ثم سافر إلى باريس لمتابعة دراسته العليا، فنال من جامعة السوربون دكتوراه في الحقوق عام 1926، فكان أول بيروتي، بل أول مسلم في المشرق العربي ينال مثل هذه الشهادة. وكان في باريس قد بدأ تعاطي الشأن الوطني والقومي، فأصبح رئيساً للجمعية السورية – العربية في باريس. وفي بيروت افتتح مكتباً للمحاماة وانتخب أميناً للسر في نقابة المحامين، كما بدأ يتعاطى الشأن السياسي والوطني فشارك في بدء حياته السياسية في بعض مؤتمرات الساحل الوحدوية، كما كان عضواً في بلدية بيروت، ثم رأى أهمية «اللبننة» فانتخب نائباً للمرة الأولى عن بيروت عام 1937، كما أصبح رئيساً للوزراء لأول مرة عام 1938، وأعيد انتخابه نائباً عن بيروت في دورات أعوام 1943، 1947، 1951، 1953، وأسقط في انتخابات عام 1957، ثم انتخب نائباً عن بيروت عام 1968، ولم يوفق عام 1972 في آخر دورة انتخابية قبل أحداث الحرب اللبنانية عام 1975، والتي استمر نواب تلك الدورة حتى انتخابات عام 1992.
◄عبد الله اليافي في الوثائق البريطانية عام 1938
والحقيقة، فإن القوى الإسلامية المعارضة في داخل المجلس النيابي وفي خارجه، رأت بأن حكومة خير الدين الأحدب مسؤولة عن واقع المسلمين في لبنان، غير أن هذا الواقع استمر بالرغم من أن رئاسة الوزراء أسندت إلى الأمير خالد شهاب في 21 آذار (مارس) 1938، الذي استمر في الحكم سبعة شهور فحسب، بسبب استمرار الأزمات الطائفية والسياسية، وبناءً على اقتراح وتنسيق بين المفوض السامي الفرنسي وبين رئيس الجمهورية بضرورة توسيع دائرة التمثيل السني وزيادة عدد دائرة رؤساء الوزراء، ألّف الدكتور عبد الله اليافي في أول تشرين الثاني 1938 وزارة جديدة، وقد ذكر القنصل البريطاني في بيروت (Havard) أن عبد الله اليافي عانى الكثير قبل تشكيل هذه الوزارة نتيجة المناقشات المطوّلة، ولاقى صعوبة في المساومات الحاصلة بسبب الانقسامات والتباين في الآراء إلى أن وفق في محاولته الأخيرة في تشكيل الوزارة، وأشار القنصل – كما هي العادة – إلى معلومات عن كل وزير وعن طائفته وسياسته وثقافته، ومما ذكره عن الرئيس عبد الله اليافي ما يلي:
1- عبد الله اليافي شاب مسلم سنّي، محامٍ من بيروت، ولد حوالى عام 1900، وهو نائب وابن عائلة مرموقة، وهو بارز في مهنته، رصين وصاحب ذكاء، وهو متعصب للوحدة العربية، وكان أحد المندوبين اللبنانيين غير الرسميين للمؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في شهر تشرين الأول 1938 من أجل فلسطين.
2- كما ذكر عن حميد فرنجية أنه وزير ماروني محامٍ، من عائلة شهيرة من زغرتا، وهو نائب ذكي وثقافته جيدة.
3- وعن صبري حمادة أنه مسلم شيعي من عائلة مشهورة في الهرمل، وهو نائب متبصّر ومستقيم وفعّال غير أنه يفتقر |إلى الثقافة (Havard to F.O. 2 Nov, 1938, No. E 6645, in F.O. 371/21914/89) (وثائق وزارة الخارجية البريطانية غير المنشورة).
◄موقف الرئيس عبد الله اليافي من الكيان اللبناني عام 1939
من المعروف أن المسلمين عامة والسُنة خاصة كانوا من طلاب الوحدة السورية والعربية، ومن بينهم محيي الدين النصولي صاحب صحيفة «بيروت» الشهيرة . ولكن ما أن أصبح محيي الدين النصولي نائباً في المجلس النيابي اللبناني حتى بدأ بالدفاع عن الكيان اللبناني، بل وبالدفاع عن رئيس الجمهورية إميل إده! ففي 6 كانون الثاني عام 1939 دافع محيي الدين النصولي في المجلس النيابي عن رئيس الجمهورية ورفض انتقاد السوريين له وقال: «إن التهجم على رئيس الدولة يصيب كل لبناني في صميمه، فاللبناني الأول كالسوري الأول يجب أن يكون في معزل عن تطاول المتطاولين لأنه يمثل عزة أمة بأسرها، ولمقامه قدسية يجب أن ينحني أمامها كل من الشعبين الأخوين، لقد كان لبنان ولم يزل القطر الذي يعطف على جاراته ويريد لها الخير الذي يريده لنفسه، وما كان لبنان يوماً من الأيام حرباً على أحد حتى يقف منه بعضهم هذا الموقف الذي يتنافى ووشائج الجوار والقربى». ثم اقترح النائب النصولي أن يقر المجلس النيابي استنكاره للكلام الذي وجهه النائب السوري الشيشكلي لرئيس الجمهورية اللبنانية، وأن تبلغ الحكومة احتجاجها للحكومة السورية (محضر الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني، 6 كانون الثاني عام 1939، ص 217).
وقد رد رئيس الوزراء عبد الله اليافي على هذا الموضوع، موضحاً بأن الحكومة تشاطر المجلس النيابي موقفه وتستنكر الحملة التي قام بها بعض النواب السوريين ضد لبنان وضد رئيسه، وإنها أبلغت ذلك للسلطات السورية، وطلب اليافي من المجلس النيابي عدم التأثر بهذه الحملات التي تثار على حدود الوطن اللبناني وعلى كيانه «وأن يطمئن على مصير هذا الوطن الواثق بوطنية أبنائه جميعاً والمتكل عليهم وعلى صداقته التقليدية للدولة الحليفة فرنسا لتحقيق ومتابعة مهمته التاريخية» (المحضر نفسه من الجلسة النيابية السابقة، ص 218. أنظر أيضاً: د. حسان حلاق: تاريخ لبنان المعاصر 1913-1943، ص 186-188).
وهكذا، يلاحظ بأن زعماء الطائفة السنية لم يكونوا أقل من سواهم في هذه الفترة من عهد الانتداب تمسكاً بالكيان اللبناني.
أما فيما يختص برئاسة الرئيس عبد الله اليافي لرئاسة الوزراء، فكانت لأول مرة عام 1938 وفي أعوام 1939، 1951، 1953، 1954، 1956 (مرتان) وفي عامي 1966، 1968 أي تسع مرات. تبوأ مع رئاسة الوزراء بعض الوزارات منها: العدلية والداخلية والمالية والتربية الوطنية والعمل والشؤون الوطنية والأنباء.
والأمر اللافت للنظر أن بيروت المحروسة شهدت بين أعوام 1943-1992 زعامات سنية بيروتية عديدة في مقدمتها السادة: عبد الله اليافي وصائب سلام وسامي الصلح والحاج حسين العويني وتقي الدين الصلح ورشيد الصلح وسليم الحص وشفيق الوزان والرئيس الشهيد رفيق الحريري وسواهم. وتميّزت فترة الانتخابات في بيروت بالمنافسة الشريفة بين رئاستين تاريخيتين: عبد الله اليافي وصائب سلام ولسنوات عديدة.
عرف عبد الله اليافي بمواقفه المعتدلة ورؤياه الصائبة والرشيدة وبانتمائه اللبناني والعربي. سبق له أن شارك في مؤتمرات جامعة الدول العربية، وكان أحد موقعي ميثاق الأمم المتحدة في نيويورك. كما شارك في اجتماع ملوك ورؤساء العرب المنعقد في بيروت عام 1956 يوم كان رئيساً للوزراء في عهد الرئيس كميل شمعون، وقد استقال من الحكومة مع أحد الوزراء آنذاك صائب سلام احتجاجاً على السياسية الغربية للرئيس اللبناني، ومقاومةً لسياسة الأحلاف الغربية لا سيما أثناء وبعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. تميّز عبد الله اليافي بثقافته الحقوقية والقانونية والسياسية الواسعة، وكان رجلاً إصلاحياً. حمل عدة أوسمة عالية من لبنان، سوريا، مصر، إيطاليا، البرازيل، وكولومبيا وسواها.
ارتبط أسرياً مع أسرة سورية كريمة من خلال زواجه بالسيدة الفاضلة هند المؤيد العظم. أنجاله: الطبيبة د. غادة اليافي، وناهلة، وعارف وواثق وغياث اليافي.
بعد عمر مديد ملؤه الكفاح والنضال الوطني والعربي والعمل الدؤوب من أجل بيروت والبيارتة، توفاه الله عز وجل في 4 تشرين الثاني عام 1986 (المعجم النيابي اللبناني، ص 539-540). وفاءً وتقديراً للرئيس الدكتور عبد الله اليافي، فإننا نشير إلى سيرته الذاتية الموجزة:
1- وُلِد في بيروت سنة 1901، والده عارف اليافي كان يعمل مفتشاً في مرفأ بيروت، ومنذ تلك الفترة المبكرة أقام في منطقة رأس النبع، وكانت له صلات جيدة بأسرة القيسي البيروتية. تلقى دروسه الأساسية في الكلية العثمانية، مدرسة الشيخ أحمد عباس الأزهري، ثم انتقل إلى كلية الآباء اليسوعيين، ودرس الحقوق فنال إجازتها سنة 1923. سافر إلى فرنسا لمتابعة دراساته العليا، ونال الدكتوراه في الحقوق من جامعة السوربون سنة 1926، وزامله في الاختصاص حبيب أبو شهلا، فكانا أول لبنانيين يحملان الدكتوراه في الحقوق، كما كان عبد الله اليافي أول مسلم في الشرق ينال هذه الشهادة.
2- تعاطى الشأن السياسي منذ نشأته، فلمع نجمه في فرنسا في المؤتمر العربي – السوري الذي ترأسه في باريس، ودعا إلى استقلال الدول العربية، وعندما عاد إلى لبنان مارس إلى جانب السياسة المحاماة، وانتخب أميناً للسر في نقابة محامي بيروت.
3- شارك في مؤتمر الساحل الذي عقد في بيروت سنة 1936 في منزل سليم علي سلام في المصيطبة، وطالب بوحدة لبنان مع سورية، ثم انتخب نائباً لأول مرة عن بيروت في دورة سنة 1937 و1947 و1951 و1953 و1968 عن دائرة بيروت الثالثة، شارك في أعمال اللجان النيابية، فكان رئيساً للجنة الإدارة والعدل لعدة سنوات، كما كان رئيساً للجنة الشؤون الخارجية.
4- عندما عُيِّن لأول مرة رئيساً للحكومة، تم استبدال الألقاب العلمية بالألقاب التقليدية، فدعي في مرسوم تشكيل الحكومة «بالأستاذ عبد الله اليافي، النائب والدكتور في الحقوق رئيساً لمجلس الوزراء...». وامتدت تجربته في رئاسة وتشكيل الحكومات، على مدى ثلاثين سنة ما بين 1938 و1968، كان خلال معظمها، يجمع بين النيابة والوزارة ورئاسة الحكومة، التي تولى تأليفها عشر مرّات.
عُيِّن:
1- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للعدلية، في تشرين الثاني سنة 1938، في عهد الرئيس بترو طراد.
2- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للعدلية، في كانون الثاني سنة 1939، في عهد الرئيس إميل إده.
3- وزيراً للعدلية، في كانون الأول سنة 1946، في حكومة الرئيس رياض الصلح.
4- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للداخلية، في حزيران سنة 1951، في عهد الرئيس بشارة الخوري.
5- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للداخلية، والدفاع الوطني، والأنباء، في آب سنة 1953، في عهد الرئيس كميل شمعون.
6- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للمالية، والأنباء، في آذار 1954، في عهد الرئيس كميل شمعون.
7- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للداخلية، في آذار سنة 1956، في عهد الرئيس كميل شمعون.
8- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للداخلية، والتصميم العام، في حزيران سنة 1956، في عهد الرئيس كميل شمعون.
9- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للمالية، والأنباء، في نيسان سنة 1966، في حكومة الرئيس شارل حلو.
10- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للداخلية، والتربية والوطنية والفنون الجميلة، في تشرين الأول سنة 1968، في عهد الرئيس شارل حلو، لكن الحكومة لم تمثل أمام المجلس النيابي.
11- رئيساً لمجلس الوزراء، ووزيراً للمالية، والتربية الوطنية، والعمل والشؤون الاجتماعية، والأنباء، في تشرين الأول سنة 1968، في عهد الرئيس شارل حلو. وفي سنة 1974، في عهد الرئيس سليمان فرنجية، رفض عبد الله اليافي تشكيل الحكومة، نظراً لعدم توافر إمكانيات العمل في ظل ظروف تجعل من رئاسة الحكومة صوريّة، في ظل سلاح المقاومة الفلسطينية وبعض الأطراف اللبنانية.
5- شارك عبد الله اليافي في الوفد اللبناني إلى محادثات الإسكندرية سنة 1944 التي وضعت أسس بناء جامعة الدول العربية، كما كان عضواً في الوفد اللبناني إلى مؤتمر سان فرنسيسكو سنة 1945، لوضع ميثاق الأمم المتحدة. ترأس الوفد البرلماني إلى هلسنكي، وحضر مؤتمر الملوك والرؤساء العرب، المنعقد في بيروت سنة 1956، إثر العدوان الثلاثي على مصر.
6- عُرف بمواقفه المعتدلة في الداخل والخارج، وعلاقته المقبولة نسبياً مع فرنسا، إذ كان كاترو بعد استقالة حكومة أحمد الداعوق في تموز سنة 1942، يفضل عبد الله اليافي وهو معروف باعتداله تجاه الفرنسيين، وهو صهر عائلة العظم السورية الثرية. قاوم سياسة الأحلاف الغربية، مؤثراً عدم الدخول في أحلاف أجنبية، من خلال عدم الانضمام إلى ميثاق بغداد، ودعا إلى تأييد القضية الفلسطينية، وتقديم المعونة للاجئين من خلال تحقيق ميثاق جامعة الدول العربية، لجهة التعاون الاقتصادي، وتنفيذ معاهدة الدفاع المشترك من أجل مساعدة أهالي فلسطين واستعادة حقوقهم.
7- عمل على ربط الاستقلال الوطني، بالاستقلال الاقتصادي، من خلال الاستفادة من نمو احتياطي الخزينة، الناتج من عائدات شركة نفط العراق والتابلاين، لتمويل مؤسسات للتسليف الزراعي والصناعي والفندقي، وتنفيذ مشروع الليطاني للطاقة الكهربائية والري، وتعديل بعض المعاهدات والاتفاقيات الدولية لتنشيط التجارة مع الخارج.
8- دعا إلى إقرار حقوق المرأة في الحياة السياسية، فشاركت لأول مرة في الانتخابات سنة 1953. وواجه محنة الزلزال القاسية التي تعرض لها لبنان سنة 1956، فتابع سياسة التعمير في المناطق، عبر المصلحة الوطنية للتعمير، وفقاً لمخطط فني.
9- دعا إلى إنشاء «قلم للإحصاء» تنحصر مهمته في جمع المعلومات الفنية الضرورية، وفي سنة 1951 استحدث وزارة الشؤون الاجتماعية، كما نفذ العديد من المشاريع الإصلاحية المتعلقة بملاكات الموظفين، وتعديل نظام التقاعد، وتشكيل ديوان المحاسبة، وإقرار قانون 3 أيلول سنة 1956، المتعلق بالسرية المصرفية، وربطها بقانون الإثراء غير المشروع. والرسوم المتعلقة بحق تملك الأجانب، الصادر في 4 كانون الثاني سنة 1969.
10- أيّد عبد الله اليافي العمل الفدائي الفلسطيني، فخاطب المتظاهرين الداعمين للعمليات الفدائية سنة 1968 بقوله: «كلنا فدائيون».
11- أولى عبد الله اليافي الجامعة اللبنانية اهتمامه، فدعم أساتذتها لجهة تلبية مطالبهم من خلال زيادات، لردم الهوة بينهم وبين أساتذة الجامعات الخاصة، يقول الدكتور محمد المجذوب عنه، وهو أحد أساتذة الجامعة اللبنانية، ورئيسها لاحقاً: «إن الرجال بأعمالهم، والرئيس اليافي بعمله الجليل، خدم الجامعة اللبنانية، وعزز مسيرتها».
12- عُرِف عبد الله اليافي بالرزانة والترفع وبرودة الأعصاب، ففي إحدى جلسات المجلس النيابي، وأثناء مشادة عنيفة، قذفه النائب كمال جنبلاط بكوب من الماء، فما كان منه إلا أن طلب وبكل هدوء من رئيس المجلس، تطبيق النظام الداخلي للمجلس، والدعوة إلى التزام الهدوء والسكينة.
13- يحمل أوسمة عديدة من لبنان ومصر وسوريا وإيطاليا والبرازيل وكولومبيا وغيرها.
14- كان عبد الله اليافي وسامي الصلح وصائب سلام ورشيد كرامي من أبرز المرشحين طوال فترة النصف الأخير من القرن العشرين، لتولي منصب رئاسة الحكومة، وتسجل البيانات الوزارية للرئيسين عبد الله اليافي ورشيد كرامي، أن كلاّ منهما عُيِّن رئيساً للحكومة عشر مرات، وبذلك يكونان من أكثر الرؤساء تعييناً لهذا المنصب، هذا إذا لم نحتسب في عداد المرات التي كلف بها تشكيل الحكومة، اعتذاره عن التأليف سنة 1974 في عهد الرئيس سليمان فرنجية.
15- تأهل من السيدة السورية، هند المؤيد العظم ولهما: الدكتورة غادة وناهلة وعارف وواثق وغياث.
16- توفي في 4 تشرين الثاني سنة 1986.
17- أطلقت بلدية بيروت اسمه على الشارع الممتد من محلة البربير إلى ساحة المتحف الوطني حيث دارته المستأجرة.
◄أحداث مفصلية في حياة الرئيس عبد الله اليافي
كيف تعاملت حكومة الرئيس عبد الله اليافي مع استشهاد الرئيس الشهيد رياض الصلح عام 1951؟
في 7 حزيران عام 1951 قام الرئيس عبد الله اليافي بتأليف حكومة جديدة، وقد تعرضت هذه الحكومة لمعارضة قوية من الداخل، كما تأثرت بالأزمات العربية والإقليمية والدولية منها:
1- إلغاء النحاس باشا رئيس وزراء مصر للمعاهدة المصرية – البريطانية في 10 تشرين الأول عام 1951.
2- مشروع الدفاع عن الشرق الأوسط الصادر عام 1951 عن الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وتركيا.
3- القضية الفلسطينية.
4- مشروع اتحاد سوريا والعراق عام 1951.
5- العلاقات السورية – اللبنانية المتوترة والقطيعة الاقتصادية بينهما عام 1951.
6- حادثة اغتيال الرئيس الشهيد رياض الصلح.
وبالرغم من أن حكومة عبد الله اليافي تعثرت كثيراً نتيجة كثرة الأزمات التي واجهتها، غير أن أصعب أزمة واجهتها الحكومة إنما تمثلت باغتيال الرئيس الشهيد رياض الصلح في الأردن عندما كان في زيارة للملك عبد الله الأول للبحث في مشروع الوحدة بين الأردن والعراق، وكان وقتذاك ليس رئيساً للحكومة.
ففي 16 تموز من عام 1951 وبعد عودته إلى مطار عمان بعد انتهاء اجتماعاته مع الملك الأردني، وكان بصحبته طبيبه الخاص الدكتور نسيب البربير، وصديقه الصحافي محمد شقير، ومرافقه المفوض في الشرطة عبد العزيز العرب، وقد وجه إليه ثلاثة مسلحين طلقات نارية أردوه قتيلاً وهم: ميخائيل الديك (لبناني) ومحمد أديب الصلاح (فلسطيني – أردني) واسبيرو وديع حداد (فلسطيني – أردني من أصل لبناني)، وكان هؤلاء على علاقة بالحزب القومي السوري (فرع عمان) وبالمخابرات البريطانية والإسرائيلية والسورية.
لقد واجه الرئيس عبد الله اليافي موقفاً وواقعاً سياسياً لا يحسد عليه في قضية اغتيال أهم شخصية سياسية لبنانية وعربية، لذا، بدأت الحكومة التحقيق في الحادث على الفور، فأوفدت لجنة إلى الأردن وأخرى إلى سوريا، ولكن اللجنتين لم تتوصل إلى أية نتيجة بسبب عمق الحادث وتدخل الأجهزة الدولية فيه، ولوحظ يومذاك، بأن الحكومات اللبنانية والأردنية والسورية تخوفت من التعمق في التحقيق، كما رفضت استكماله، ولهذا فقد طويت صفحته لا سيما وأنه بعد أيام قليلة وبالذات في 20 تموز عام 1951 اغتيل الملك عبد الله الأول أيضاً.
والحقيقة، فإن حادثتي الاغتيال هزت لبنان والأردن والعالم العربي، وأشارت الوثائق البريطانية والفرنسية، بأن أجهزة المخابرات العربية والدولية والإسرائيلية مع القوى المحلية هي وراء حادثتي الاغتيال، علماً أن الرئيس عبد الله اليافي اتهم القوميين السوريين لأن لهم ثأر على الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح باعتبارهما من المسؤولين الرئيسيين عن إعدام الزعيم أنطوان سعادة عام 1949.
وبالرغم من مناقشة موضوع اغتيال الرئيس الشهيد رياض الصلح في بعض الجلسات النيابية، وبالرغم من أن النواب طالبوا الرئيس عبد الله اليافي بالكشف عن المتهمين في ارتكاب الاغتيال، غير أن رئيس الوزراء اعترف في الجلسة النيابية في 30 تشرين الأول عام 1951، بأن للحادث طابعاً دولياً، وطلب من النواب وضع حد لبحث هذا الموضوع وإعفائه من الإدلاء بأية تفاصيل حول هذه القضية وقال «لما في الأمر من ملابسات دولية أظن أنها لا تخفى عليكم».
ومن الأهمية بمكان القول، أن الوثائق السرية المتعلقة بموضوع الاغتيال أكدت بأن من جملة الأسباب الحقيقية، وساطة الرئيس رياض الصلح بتحقيق الوحدة بين الأردن والعراق بطلب من الملك عبد الله الذي كان يخشى على مستقبل العرش الهاشمي في الأردن، غير أن لإسرائيل وبريطانيا حسابات أخرى، كما أن لسوريا آنذاك والحزب السوري حسابات أخرى أيضاً، غير أن التخوف الكبير من تحقيق الوحدة بين الأردن والعراق، إنما كان من الحكومة الإسرائيلية التي رأت أن تحقيق مثل هذه الوحدة ستؤدي لأن يكون الجيش العراقي (أقوى جيش عربي) على حدود فلسطين، مما ينذر بأوخم العواقب للكيان الصهيوني، فكان قرار الاغتيال، علماً أن وثائق المخابرات الإسرائيلية اعترفت، أنها حاولت عدة مرات اغتيال الرئيس رياض الصلح في بيروت.
وقد إشتهر العديد من أفراد هذه الأسرة على إمتداد القرنين الماضيين من أهمهم الشيخ محمد أبو النصر، الشيخ محمد الزهري، الشيخ محي الدين، الشيخ سعد الدين بن محي الدين، الشيخ عبد الكريم بن محمد أبو النصر(نقيب الأشراف ببيروت)،فريد باشا بن سعد الدين، الشيخ أبو السعود، والرئيس عبد الله اليافي، وغيرهم.
أما فيما يختص باليافي لغة فهو لقب أطلق على من كانت أصوله من مدينة يافا في فلسطين أو من توطن فيها، علماً أن أصول الأسرة من شبه الجزيرة العربية، وقد توزعت في ولايات عربية عديدة في مصر وبلاد الشام بما فيها دمشق والأندلس والمغرب العربي، غير أن بروزها الأول علماً ووجاهة كان في يافا قبل دمشق وبيروت، الأمر الذي أعطاها اللقب «اليافي» رغم ارتباط اللقب بألقاب أخرى مثل: أبو النصر، البكري، الزهري، العزوني، النصري، الخلوتي.
الرئيس عبد الله اليافي
من اليمين: عبد الله اليافي - الرئيس رياض الصلح - الرئيس اللبناني بشارة الخوري
الرئيس القوتلي - الزعيم اللبناني حبيب أبو شهلا (وزير المعارف) - وزير الخارجية هنري فرعون