انتقاء المواد والأحجار وتناسق اللون والوزن والنوعية (Selection)
انتقاء المواد والأحجار
وتناسق اللون والوزن والنوعية (Selection)
بعد حصول الصناع على المواد الأولية حسبما ذكرنا آنفا في مجال الانتقاء الأولي الأساسي ، هناك انتقاء لاحق ثاني من قبل الصناع والحرفيين وتعتبر عملية الانتقاء هذه مكملة لعملية الانتقاء الاولي ، والواقع أن هنالك شبه تخصص في هذا المجال لأن غالبية صانعي المسابح ينقسمون إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولى : وهي المجموعة التي تهتم بمعالجة المواد المصنعة أو الأولية الرخيصة وتشمل انتقاء أو تركيب أو شراء المواد المحلية المتوفرة ، وهنا تدخل مواد مختلفة مثل مواد الأتربة والخزف والزجاج والأخشاب وبذور النباتات وعظام الحيوانات واليسر والمتحجرات المختلفة ، فعلى سبيل المثال تقوم هذه الفئة باختيار وتركيب بعض المواد أو المواد البلاستيكية على شكل أعمدة اسطوانية مختلفة الأقطار والطول وحسب الحاجة حيث قد يكون معدل قطر العمود ما بين 4 - 14 ملم ، كما يكون معدل طول الأعمدة متباين حسب نوعية المادة ، وتقوم بعض المحترفات والمحال بهذه العملية في العراق ومصر وغيرها . إن اختيار الأعمدة ذات الأقطار المعينة والألوان المطلوبة يمثل المحدد المهم لحجم وشكل الحبيبات وشكل المسبحة في نهاية الأمر .
كما يقوم فئة هؤلاء الصناع على صناعة حبيبات الخرز من الطين والخزف وقد توضع في أفران خاصة وقد يصبغ المعجون الأساسي لمكونات هذه المواد بالألوان أو المواد الزجاجية في هذه المرحلة أو في مرحلة لاحقة.
أما الأخشاب والبذور والعظام فيتم اختيارها حسب الألوان والغلظ والأحجام المناسبة وتنظيفها من الشظايا والزوائد تمهيدا للمرحلة الأخرى ، وتقوم بمثل هذه الأعمال محترفات أو أناس بصفة شخصية في مصر والقدس والعراق وتركيا والهند والباكستان وغيرها .
الفئة الثانية من الصناع : هي الفئة التي غالبا ما تتعامل مع المواد الغالية نسبيا أو النفيسة والنادرة مثل اليسر والكهرب والعاج والمرجان وأنواع أخرى من هذه المواد . حيث تقوم على سبيل المثال بانتقاء الأغصان الجيدة من مادة اليسر الأسود مثلا ومنها ما تستخرج محليا من مغاصات البحمر الأحمر أو الخليج العربي وتقسم حسب غلظ الأغصان وصلادتها ونقسيمها إلى أغصان عادية ولب اليسر (وهو مفاصل الأغصان) .كما يقوم بعض أعضاء هذه المجموعة بتحويل عقود الكهرب النسائية أو مكعبات الكهرب القديمة وتقسيمها حسب اللون تمهيدا للمرحلة الثانية . كما قد يقوم هؤلاء باختيار مقاطع العاج المناسبة وأحجار المرجان حسب اللون والصلادة وتنظيفها .
الفئة الثالثة : هي المجموعة التي تشمل قسما من الصناع الذين يهتمون بانتقاء مواد محلية غاية في النفاسة أو استيراد المواد من خارج المنطقة لعدم توفرها محليا ، وبعض هؤلاء الصناع تركزت صناعتهم في خارج المناطق العربية أو الإسلامية . أما الفئة التي تتوطن في المنطقة فهي تختار مواد مثل الذهب والفضة واليسر والعاج والمتحجرات والفيروز والبازهر والصندل والأبنوس وغيره . وكمثال فيما يخص مادة الفيروز أو البازهر يقوم المختصون بتقسيم المواد (الأحجار) حسب اللون والحجم والصفا والتأكد من عدم وجود الشوائب والشقوق وسيادة الألوان المطلوبة في السوق ، وتتركز الصناعة هذه في مصر وإيران وتركيا والمغرب وأفغانستان والهند وغيرها .
الفئة الخارجية : في هذه الفئة تقوم صناعتها في الدول الأجنبية التي تتوافر فيها المواد والخام (وقد لا يتوافر فيها ذلك) مثل الدول الأوربية وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية ، فعلى سبيل المثال : تقوم صناعة مسابح الكهرب الرئيسية في ألمانيا وروسيا وبولندا وغيرها . وأثناء تجوالنا عند أماكن صناعتها في بولندا سواء العلنية منها أو السرية وجدنا أن انتقاء المادة يتم بعد وضع الخام المكتشف أو المستخرج في أكياس ذات وزن بحدود 1 كغم وأحيانا يزيد عن ذلك ، ويتم الاطلاع على محتويات الأكياس بنظرة متفحصة لمعرفة الأحجام المعروضة والألوان الموجودة ، وأسعارها تقل في أغلب الأحوال عن نصف قيمة المواد المصنعة منها مع تقدير الفارق بين أنواع الكهرب .
وفي نفس الاقطار التي أشرنا إليها في هذه المجموعة يقوم الصناعيون باختيار مجموعات من الأحجار شبه الكريمة كالعقيق وعين النمر وحجر النار وغيرها ، بالشكل الذي يضمن تناسب الأحجام والألوان وخلو الأحجار من الشوائب المؤثرة والشروخ والمواد الترابية . وبعض المواد النادرة الاخرى مثل الأمشست والياقوت والتوباز . وبعض البلورات النادرة تباع بالقيراط .